هل أنتم من محبّي ألعاب التصويب الأركيدية؟ هل أنتم من محبّي موسيقى الروك؟ هل تبحثون عن التحدي؟ عليكم إذاً بإكمال قراءة هذه المراجعة والتي سنتحدّث فيها عن BPM: Bullets Per Minute وهي لعبة تصويب إيقاعية تستفيد من عناصر التوليد التلقائي تقدّم لنا تجربة ذو نكهة خاصة.
اللعبة لا تقوم بتضييع الوقت بالحديث عن القصة بل أنّها لا تحتوي على نص واحد يتحدّث عن قصتها فما عدى النبذة عن التجربة التي ستجدونها في صفحة اللعبة الخاصة على متجر Steam فالقصة تكاد تكون معدومة وهي ليست في العادة من الأمور التي تهتم فيها ألعاب النوع، بالحديث عن الجانب التقني فاللعبة تأتينا بتوجّه رسومي فريد فالتجربة تقدّم 8 مراحل بحيث تخوضون مرحلتين في عالم معيّن وكل عالم يتميّز بلون يطغى عليه مثل اللون الأحمر أو الرمادي وهي خطوة ذكية للتغطية على بعض التفاصيل المتواضعة في عالم اللعبة والتي لن تنتبهوا إليها إلّا في حال قمتم بالتدقيق في مختلف تفاصيل البيئة نية البحث عن تلك العيوب أو الجوانب الضعيفة.
بحكم كونها لعبة إيقاعية تتطلّب منكم الإنسجام مع الموسيقى لمعرفة التوقيت المناسب للتصويب فتقديم ألحان يسهل الإنغماس معها هو شيء ضروري للحرص على تقديم تجربة متجانسة وهو ما نجح فريق التطوير في القيام به فاللعبة تقدّم مجموعة متنوّعة ورائعة من موسيقى الروك الحماسية والمتنوّعة مع إمتياز الموسيقى الخاصة بمواجهات الزعماء برتم أسرع وأكثر حماسة وكما هو متوقّع فهذا الجانب هو أحد أقوى جوانب التجربة.
كما ذكرنا فأسلوب اللعب يعتمد على الإنغماس مع اللحن لمعرفة التوقيت المناسب للتصويب وإعادة التلقيم كما أنّ الوحوش التي ستواجهونها هي الأخرى تلتزم برتم معيّن وخاصةً الزعماء الذين سيتطلّبون منكم دقة أكبر، BPM هي واحدة من تلك التجارب التي تقدّم فكرة جديدة تماماً وخارجة عن المعتاد وهو ما يجعل من البداية مربكة حيث أنّ الساعة الأولى من التجربة هي عملية متكرّرة من المحاولة وإرتكاب الأخطاء حتى إتقان أسلوب اللعب للإنغماس مع أسلوب اللعب وأحد الأمور المؤسفة هي عدم تقديم فريق التطوير لطور تعليمي أو Tutorial يقوم بتوضيح القواعد فاللعبة تبدأ مباشرةً دون تقديم أي توضيحات بخصوص نظام اللعب.
بعد الساعتين الثانية والثالثة ستبدؤون بالإستمتاع بما تقدّمه التجربة مع تعوّدكم على الألحان وإدراككم للتوقيت المناسب وهنا تصبح كل رصاصة تطلقونها وكل عملية إعادة تلقيم مرضية جداً بل يمكن أن تصبح العملية إدمانية مع حصولكم على مؤشّر لقضائكم على جميع الأعداء في الغرفة بشكل مثالي دون إرتكاب أي محاولة تصويب أو إعادة تلقيم خاطئة، اللعبة تقدّم ترسانة متنوّعة من الأسلحة التي تختلف في ميزاتها وعيوبها فبعض الأسلحة تتسبّب بالكثير من الضرر ولكنّكم ستحتاجون إلى إعادة تلقيم كل رصاصة بشكل يدوي بينما البعض الأخر قد يتميّز بذخيرة كبيرة ولكن عملية إعادة التلقيم قد تتطلّب منكم خطوتين أو ثلاث خطوات وستجدون بعد فترة بأنّ بعض الأسلحة تناسبكم أكثر من الأخرى ولكن ليس بسبب الضرر الذي تتسبّب به بالضرورة بل بسبب الرتم الذي يتوجّب عليكم إتباعه معها.
كما ذكرنا فاللعبة تستفيد من عناصر التوليد التلقائي لتشكيل خنادقها المختلفة وهي تقدّم لكم خريطة توضّح الغرف المحيطة بالغرفة التي تتواجدون فيها وما إن كانت تلك الغرف تشمل الغرفة الخاصة بالزعيم وقبل مواجهة أي زعيم قد ترغبون في إستكشاف الخندق بأكمله لإيجاد مختلف الموارد المتواجدة فيه فبعد إنهاء أغلب الغرف ستجدون صندوق كنز قد يحوي دواءً أو بعض النقود والتي يمكن الحصول عليها من الوحوش أيضاً كما بإمكانكم الحصول على مفاتيح ستستخدمونها لفتح صناديق الكنز الأكبر قيمة والتي تحوي في العادة قطعة درع إضافية ويمكنكم حمل 4 قطع درع في وقت واحد وهذه القطع ستقدّم لكم ميزة معينة كالذخيرة غير المحدودة أو تسبّب طلقاتكم بإبطاء الأعداء ونحوها من الميّزات.
الخنادق تحوي عدّة تماثيل تقومون بوضع قطعة نقود فيها للتحسين من سرعتكم أو دقة التصويب وغيرها من الأمور كما يتواجد متجر يمكنكم الحصول على الموارد من خلاله كما يمكنكم إيجاد متجر الأسلحة وكلا المتجرين سيقدّم لكم عدداً محدوداً من الموارد لشرائها وكلّما قمتم بالإنفاق أكثر في هذين المتجرين كلّما زاد عدد الأدوات التي ستجدونها في زيارتكم المقبلة، اللعبة تقدّم عدة شخصيات قابلة للعب ولكنّكم ستبدؤون التجربة مع توفّر شخصية واحدة وللكشف عن باقي الشخصيات يجب عليكم أن تقوموا بإنهاء الخنادق الخاصة بالمناطق الأربعة للكشف عن تلك الشخصيات وكل شخصية لها مميّزات وسلبيّات فالبعض يملك قدرات جانبية تساعده على التنقّل بسرعة بينما البعض الأخر يبدأ مع سلاح قوي وللحصول على كامل قدرات تلك الشخصيات سيتوجّب عليكم إنهاء جميع المراحل بتلك الشخصيات في محاولة لتحفيزكم على إعادة التجربة عدة مرّات.
التجربة ليست بالسهلة فالتعرّض للإصابة 4 مرّات سيعني الموت واللعبة موجّهة بشكل عام للمحترفين وفي حال واجهتم بعض الإشكال في التعوّد على أسلوب اللعب فيمكنكم تغيير القيود الخاصة بالإلتزام بالرتم لجعلها أقل صرامة كما يتوفّر خيار الرتم التلقائي والذي يسمح لكم بإستخدام رتمكم الخاص للتصويب عوضاً عن الإعتماد على رتم اللعبة كما يمكنكم أن تقوموا بالرفع من الصعوبة من خلال جعل الإلتزام بالرتم صارماً جداً واللعبة تقدّم طورين للصعوبة فقط هما الطور السهل والطور الصعب، ما هو الفرق؟ الخيار الصعب سيضعكم في مواجهة مجموعة أكبر من الأعداء في كل غرفة كما أنّكم ستواجهون الأنواع الأكثر شراسة من الأعداء في وقت أبكر في هذا الطور.
بالرغم من كون التجربة ممتعة مع تعوّدكم على الرتم إلّا أنّها تملك بعض العيوب من ناحية التنوّع فالعديد من الأعداء يمكن القول بأنّهم نفس العدو ولكن بتصميم مختلف والبعض يبدو كأنّه نسخة مطوّرة من عدو سابق كما أنّ تصميم العوالم الأربعة ليس مختلفاً جداً ما عدى الألوان التي تطغى على تلك العوالم ممّا يعطي شعوراً بكونكم تقومون بزيارة نفس الخنادق مراراً وتكراراً مع تغييرات طفيفة لا أكثر كما أنّ مواجهات الزعماء تفتقر إلى التحدّي مقارنة بغرف الخندق نفسها فمع تقدّمكم في المراحل والحصول على الأدوات والأسلحة ذات الجودة العالية سيصبح القضاء على أي زعيم أمراً سهلاً يتطلّب بضع ثواني وهو أمر محبط عندما تجدون بأنّ هزيمة وحوش الخندق أصعب بمراحل من هزيمة الزعيم نفسه.
إنهاء المراحل الـثمانية سيتطلّب منكم حوالي الساعة ولكنّكم لن تنجحوا في هذه المهمّة منذ أوّل محاولة وقد تطلّبنا الأمر 8 ساعات لإنهاء التجربة للمرّة الأولى على الصعوبة السهلة واللعبة تقدّم لكم 5 تحدّيات يمكنكم اللجوء إليها بعد إنهائها كتحدّي تتابع الزعماء وتحدّي الوقت ونحوها من التحدّيات التي تضيف قيمة إضافية إلى التجربة التي تباع مقابل ثُلث السعر الكامل، BPM: Bullets Per Minute كانت تحتاج إلى المزيد من الصقل وبعض الإضافات هنا وهناك ولكنّها في النهاية تجربة فريدة بفكرتها ومسليّة جداً فور تعلّمكم لقواعدها، في حال كنتم من محبّي ألعاب التصويب وموسيقى الروك فعليكم بتحضير سمّاعاتكم والإستعداد لتجربة لم تخوضوا مثلها من قبل!
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.