Remothered: Broken Porcelain هي الجزء الثاني من ثلاثية ألعاب يعد فريق التطوير Stormnind Games بتقديمها مع مخرجه Chris Darril، هذا الإصدار يقوم بسرد الأحداث التي تسبق وتتبع الجزء الأوّل Remothered: Tormented Fathers والذي لاقى الكثير من الإعجاب لشبهه بسلسلة ألعاب Clock Tower إلّا أنّ اللعبة لاقت عدداً من الإنتقادات تجاه أسلوب السرد والقصة المعقّدة جداً بالإضافة إلى بعض الجوانب التقنية فيها، هل قام الجزء الثاني بإصلاح أخطاء الجزء الأوّل؟ هذا ما ستعرفونه من خلال هذه المراجعة.
الجزء الأوّل وضعنا في دور Rosemary Reed والتي تبحث في حادثة إختفاء الفتاة Celeste Felton والجزء الثاني سيقوم بسرد الأحداث ما قبل وبعد الجزء الأوّل حيث سيتم الكشف عن المزيد من الملابسات حول الدواء الغريب Phenoxyl من خلال العودة إلى الماضي مع التركيز على الفتاة Jennifer والأحداث المرعبة التي تعيشها في نزل Ashmann مع العودة إلى الحاضر في بعض الأحيان للتركيز على خطوة Rosemary Reed التالية في بحثها، أسلوب سرد القصة فوضوي جداً فهو يعود بنا إلى الماضي ثمّ ينتقل إلى الحاضر ليعود فجأة إلى الماضي البعيد جداً مع قفزات ما بين الحين والأخر إلى المستقبل البعيد! أسلوب السرد الغير خطّي للأحداث ليس سيئاً بالضرورة فنحن نجده مثيراً للإهتمام متى ما تمّ إستخدامه بالشكل الصحيح ولكنّ Broken Porcelain تستخدم هذا الأسلوب بشكل كارثي يتسبّب بجعل الأمور معقّدة أكثر من اللازم.
في حال قمتم بمتابعة القصة وفهم تفاصيلها بالرغم من التعقيدات فهي لا زالت قصة مثيرة تحاول أن تكون واقعية ومأساويّة بقدر الإمكان وهي لا زالت تتطرّق إلى بعض الجرائم والأفعال التي قد يجد اللاعب في نفسه إحساساً بعدم الراحة منها نظراً لبشاعة تلك الجرائم والصور التي تتبادر إلى الذهن عند سماعها إلّا أنّ القصة وبشكل غريب قامت بالتطرّق إلى تفسيرات خارقة للطبيعة نوعاً ما في أحداثها ممّا يكسر من الرتم بشكل غريب ومن المؤسف دخول بعض الأفكار المزعجة عليها، على الرغم من البناء العام الجيّد للقصة من ناحية الترابط (متى ما تجاوزتم مشكلة السرد المعقّد) إلّا أنّ بناء الشخصيات كان سيئاً بل وفوضوياً فأنتم تلعبون بدور Jennifer التي يتم وصفها بالمتمرّدة والمتسبّبة بالمشاكل دون تفسير لذلك كما أنّ طبائع وتصرّفات الشخصيات المحيطة بكم لم يتم تبريرها بالإضافة إلى أنّ العديد من التفاصيل التي تقرؤونها من خلال الملّفات لا تضيف الكثير إلى فهمكم للقصة ولكنّ الحوارات العابرة بشكل مفاجئ تكشف عن تفاصيل مهمة!
عند الحديث عن المستوى الرسومي فالبيئات في اللعبة جميلة وغنية بالتفاصيل والعناصر التي بالإمكان التفاعل معها وبالرغم من التحسّن عن الإصدار الماضي إلّا أنّ أنيمشن حركة الشخصيات وحركات الشفاه وتزامنها مع التمثيل الصوتي لا زال دون المستوى، على المستوى المسموع فالألحان مسموعة في اللحظات التي يتم فيها مطاردتكم من قبل عدو من الأعداء وهذه الألحان فعّالة بشكل عام فهي تدفع على التوتّر بالشكل المناسب بالإضافة إلى تنوّع تلك الألحان ما بين جزئيّات اللعب المختلفة، اللعبة “مكسورة” للأسف على المستوى التقني لدرجة أنّنا شككنا في قدرتنا إلى إكمالها في سبيل تقديم هذه المراجعة، الشخصيات ستتوقّف عن التفاعل في العديد من الأحيان التي تحاولون فيها الهرب وستكتفي بالوقوف أمام العدو ليتم قتلها، أثناء الهرب قد تضعطون الزر المناسب لفتح باب يقف في طريقكم ولكنّكم تتفاجؤون بقيام الشخصية بالتوجه إلى أحد الطاولات قرب الباب لفتح أدراجها كما أنّنا أصبحنا غير قادرين على تعداد المناسبات التي إحتجنا فيها إلى العودة إلى القائمة الرئيسية وإعادة تحميل التجربة نظراً لعدم تفاعل أحد العناصر أو الألغاز مع ما نقوم به.
حسناً، ماذا عن تجربة اللعب؟ للأسف فهذا العنصر هو الأخر مليء بالعيوب فالتجربة هنا ستتطلّب منكم في العديد من الأحيان الهروب من الأعداء أو مواجهتهم والتغلّب عليهم للإنتقال إلى الجزئية التالية وكلا الجانبين فيه عيوب فالأعداء سريعون جداً في مطاردتكم والهرب منهم يصبح عملية صعبة ومضجرة وفي حال رغبتم في هزيمتهم فذلك يتطلّب في الغالب الإختباء ومن ثمّ التسلّل من خلفهم لطعنهم بأداة حادة من الوراء والمزعج هو أنّهم بالكاد يتركون لكم نافذة للهجوم فحتى بعد الهرب منهم وعودتهم للتجوّل سيقومون بشكل سريع ومتواصل بالنظر يمنى ويسرى والإلتفاف بشكل مفاجئ دون إتبّاعهم لرتم محدّد يساعدكم على إنهاء المهمّة ولكم أن تتخيّلوا أنّ التجربة تتبع نفس الترم طوال ساعاتها.
القصة أخذت 5 ساعات ونصف لإنهائها وقد تكون هذه التجربة واحدة من التجارب النادرة جداً التي كانت سيئة على جميع الأصعدة لدرجة أنّنا رغبنا في التنازل عن مراجعتها ولكنّنا وجدنا بأنّ تحمّل هذه المعاناة وتحذيركم من خوضها فيه مصلحة أفضل للاعبين، Remothered: Broken Porcelain وعدت بإصلاح مساوئ سابقتها والبناء على نقاط قوّتها ولكنّها فشلت في ذلك لتخرج لنا بتجربة كارثية قتلت أي حماسة إمتلكناها للجزء الأخير من هذه الثلاثية.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة حاسب شخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر.