إن كانت الألعاب تنظر إليها من ناحية مطورها و التطلع لأمر ضخم بعد أن تتحدث الشركة عن مشروعها بأنه مكلف جدا فهذا مجرد هراء لا أكثر ولا أقل، يحاول المطور أن يكشف لنا بعض الأمور التي من المفترض أن تشد الجهة الإعلامية لمنتجهم و في بعض الأحيان يقوم المطور و “يفلها” بشكل زائد عن اللزوم. كابكوم تتحدث و بشكل رسمي بأن Dragon’s Dogma هي أكثر مشروع مكلف للشركة! حسنا شئنا أم أبينا سنشعر بالفضول حول اللعبة و كونها مكلفة لدرجة كبيرة و كيف ستبدو بعد إصدارها.

هذا الشعور هو ما تريده الشركة لكي تجذبك نحو منتجها، عندما تقوم بالتسويق للعبة عبر عبارات مثل هذه ستجد نفسك واحد من المترقبين لكي تقوم بتجربة اللعبة التي قامت بعمل ضجة بعد تصريحات الشركة، يفترض بأن لا أذكر هذه النقطة في مقدمة المراجعة و لكن لمن لا يعلم فإن اللعبة تملك معها “كود” لديمو لعبة الرعب الشهيرة Resident Evil 6، إن كنت من أكبر المعجبين برزدنت ايفل 6 فستضع اللعبة في قائمة مشترياتك للحصول على الديمو، و هذه مرة أخرى واحدة من الأمور التسويقية التي و للأسف أفلحت بها كابكوم.

تملك دوجما طابع عبارة عن خليط لعدة العاب أخرى، و هذا الأمر قد يعبر عن اللعبة بشكل إجابي فمن منا لا يريد لعبة بلمسات من Skyrem أو Shadow of the Colossus؟ حقبة اللعبة الزمنية تأخذنا نحو العصور الوسطى التي رأيناها كثيرا في العديد من الألعاب الممتازة و دوجما تقدمها بطريقة متواضعة. في مغامرتك ستحصل على فريقك الخاص القابلين للتدعديل عبر خصائص سأذكرها لاحقا، و هنالك العديد من الأشياء التي ستستكشفها في اللعبة و منها الذي سيحبطك كثيرا و القليل سجعلك بإستكمال اللعبة.

قصة اللعبة و بداية طرحها و تقديمها للاعب هي من أسوء ما رأيته في عالم الألعاب، أعلم بأن المطور قد يختبئ وراء درع كون اللعبة عالم مفتوح و تركز على اللعب و لا يفترض أن نقدم قصة قوية، و لكن بشكل عام قصة اللعبة لم تفلح بتقديم أي فائدة للاعب من ناحية الحماس أو من ناحية تأثره بالشخصيات و بقصة اللعبة. من إسم اللعبة واضح بأن التنانين ستلعب دور كبير، تبدأ الأحداث بتقديم لنا إنبعاث تنين يبدو بأنه كان كالأسطورة و الكل يخشاه و لا أعلم لمذا و لكنه قرر بأن يهجم على قرية صغيرة و ترك كل القرى الدسمة و هنالك من كان يلعب دور البطل عندما قرر الهجوم على التنين بنية الدفاع، هنا سيقف العرض و ستبدأ باللعب قليلا و ستهاجم التنين و بعدها بعرض أخر سيبدأ التنين بالقيام بأغرب مشهد رأيته في حياتي و هو قيام التنين بتوجيه إصبعه العملاق نحو صدر الشخصية و يقوم بإقتلاع قلبها. حسنا هل هذا كل مالديك أيها التنين؟ أتيت من بعد أخر لتقتلع قلب أحدهم؟ بكل بساطة يبعث هذا الشخص مرة أخرى بدون قلبه و فجأة يتصرف بشجاعة و يريد إسترجاع قلبه بعد أن أطلق عليه إسم Arisen.

نظرة حول العصور الوسطى
لم تكن دوجما تلك اللعبة التي تملك مظهر خلاب، و لم تكن اللعبة التي فشلت في تقديم طابعها في البيئة. بيئة دوجما تأخذك نحو العصور الوسطى و هي بيئة رأيناها كثيرا في عالم الألعاب و لن يصعب تجسيدها. كأكبر مشروع مكلف من كابكوم من أولى الأشياء التي ستفكر فيها هي إنتاجية اللعبة، إنتاجية اللعبة من ناحية الرسوميات و إتقان التفاصيل متواضعة جدا. لم تقدم اللعبة رسوم بيئة مميزة و لكنها جيدة جدا، قد تجد تفاصيل جيدة في بعض الأماكن و ستشعرك بأنك في بيئة مثالية و لكن يعيبها رسومها الباهتة. تتنوع البيئة كثيرا، ستجد نفسك في الغابات و الكهوف “أماكن مكتظة بالوحوش القوية” و أودية و أماكن صخرية، و لكن ما أجده أمر غريب هي المدن. المدن في باقي الألعاب نجدها مكتظة بالسكان و هنالك حياة و لكن في دوجما ستجد الأماكن شبه فارغة و من النادر أن تجد السكان يقومون بالحركة. و بعض هذه القرى تملك فقر واضح للتفاصيل و ستجدها مجرد مباني شبه مهجورة و لا حياة فيها. للأسف لم تكن التصاميم جيدة بشكل كافي و لكن عمق البيئة و مساحتها تشفع للعبة.

قد لا تكون التصاميم و الرسوم ممتازة، و لكن الإضائة في اللعبة جيدة جدا، ستشعر بأن مظهر السماء يميل للواقعية مع مظهر الشمس و إنعكاسات ضوئها. من الأمور المميزة في اللعبة هي المظاهر الليلية، ستستمتع كثيرا عندما ترى الغابة في بعد غروب الشمس و عند إستخدام المصباح لكي ترى بشكل خفيف في العتمة، و مظهر السماء في الليل و إمتلائها بالنجوم شيء جميل.

تواجد الشخصيات في اللعبة أمر محير، تملك اللعبة شخصية رئيسية واحدة و يمكنك إستبدالها و تصميم واحدة أخرى، و باقي الشخصيات في فريقك يمكن إستدعائهم لا أكثر ولا أقل. لا تملك اللعبة قصة قوية أو شخصيات رئيسية تزيد من حماسة القتال و لا ننسى رسوم و تصميم هذه الشخصيات. ربما قامت كابكوم بعمل جيد عندما قدمت هذه الشخصيات بتصاميم توحي لك بأنواعهم مثل الساحر و المقاتل و نوع أخر مختص بالسهام و الخناجر، و لكن بغض النظر عن تصاميمهم الجيدة هنالك جانب أخر لم تقدمه كابكوم بشكل مرضي و هي رسوم الشخصيات. رسوم و تعابير الوجه في اللعبة بالكاد تلاحظها و هي لم تكن متقنة بتاتا، مشروع مكلف لكابكوم و لم نرى رسوم و تعابير أوجه ممتازة؟

قد يميز اللعبة عالمها المفتوح و إمتلائها بالأعداء المنوعين في كل أقاليم اللعبة، إن دخلت للكهوف ستجد القوي منهم و من يحبون الأماكن المظلمة، إن ذهبت للغابات ستجد العفاريت و في الأماكن الصخرية ستجد الذئاب و القائمة تطول، لم يقتصر تقديم اللعبة للأعداء عن طريق المخلوقات الشريرة فقط بل البشر أيضا، ستحارب الكثير من قطاع الطرق و أكثرهم يأتون بقوى و قدرات قوية و قد تتفوق عليك بشكل كبير. المستوى القتالي للأعداء في اللعبة ممتاز و سأتطرق له في الفقرات القادمة.

إختر نوع شخصياتك القتالية و إبدأ القتال!
أكثر الألعاب من هذه النوعية تقدم لك ثلاثة إختيار تقريبا قبل بدايتك للعبة، و هي خيارات تخص قدرات الشخصية، هنالك المحارب (مستخدم للسيوف و الدروع) و هنالك المقاتل (مستخدم القوس و الخناجر) و هنالك الساحر. تقدم لك اللعبة إمكانية تطوير هجائن تعطيهم قدرات منوعة و خلطها لتصنع محاربك الخاص سوأ كان لإستخدامك أو لفريقك.

ستملك ثلاثة أعضاء في الفريق و لست مجبور بأن تستخدمهم كلهم بل تستطيع أن تستغني عن أحدهم، هنالك الرئيسي و اليعتبر كالمرافق لك و الأخرين قابلين للإستبدال و التطوير. تملك اللعبة مكانا معينا يدعى Rift و هنا ستجد العديد من المرافقين أصحاب القدرات المختلف و تستطيع إختيارهم و إستبداهلك و قراءة تفاصيلهم و خبرتهم في المعارك. و لكن المثير بالأمر بأن هذا المكان ستجد من خلاله إن كنت متصل بالشبكة مقاتلين من أشخاص في الشبكة قاموا بصنعهم و يمكنك إستخدامهم في رحلتك. تتعمق اللعبة قليلا في المساعدين، ففور دخولك للبعد Rift و تجد المقاتلين يمكنك الإتطلاع على تاريخهم، إذا وجدت أحدهم ذهب لمهمة أنت على وشك أنت تبدأها يمكنك إشراكه في الفريق لكي يساعدك كثيرا نظرا لخبرته في المهمة.

سيف ودرع
الكلاس الأول أو النوع الأول من الشخصيات هو صاحب القتال المباشر و هو يعد الأقوى و صاحب الإستراتيجية الأقل، بمجرد بداية معركة معينة ستجد نفسك و هي الطريقة الوحيدة الهجوم بشكل عشوائي على الخصم و الإطاحة به، و إن قام بالهجوم عليك تملك درع سيحميك من الضربات. لا يملك هذا النوع من الشخصيات أي شيء مميز بخلاف القوة و السرعة في الضرب و لا ننسى الضربات الخاصة الممتازة.

قوس و خنجر
من الأسلحة الممتازة و الممتع إستخدامها هي القوس، و حقيقةً هذه الشخصية التي لا زلت أستخدمها في القتال لأنها تحمل ضربات إستراتيجية، إن كنت ستقاتل الوحوش الطائرة أو حتى الزعماء أصحاب الحجم الضخم ستستمتع وأنت تقتنصهم في جميع الأماكن بواسطة القوس و السهام. في هذا الكلاس أو النوع من الشخصيات تملك ضربات خاصة ممتازة منها السهام النارية التي ستستخدمها على الزعماء الطائرين أو الأعداء لحرق أجنحتهم و الإطاحة بهم، و بعدها يمكنك إستخدام سلاحك الأخر و هو الخناجر أو السيوف الصغيرة.

عصاة سحرية
من منا لا يحب اللعب بالساحر؟ من من لا يريد أن يقوم بإطلاق السحر بشكل عشوائي و يقوم بالإطاحة بالعدو من مكان بعيد؟ تمسكت اللعبة بعادات و تقاليد هذه النوعية من الألعاب عندما قدمت أنواع المحاربين بشكل معروف و بسيط. الساحر بالطبع يملك عصاته السحرية و بالطبع ردائه و قبعته التي تميزه، هنالك هجمات كثيرة و منوعة للساحر و هي معروفة.

لا تنس خلط القدرات
كما قلت سابقا يمكنك صنع شخصيات هجينة صاحبة أكثر من إختصاص في الهجمات، يمكنك أن تقوم بتغير الشخصية و تجعلها تملك سلاح رئيسي و هو سيف و قدرتها الأخرى هي السحر و هكذا مع باقي القدرات. هذه الخطوات تستطيع إستخدامها لشخصيتك الرئيسية و أيضا لباقي عضاء الفريق لزيادة قوتهم و إمكانية ترتيبهم و سد الفراغات في إستراتيجية الهجوم.

شارك هذا المقال
Dragon’s Dogma
أسلوب لعب ممتع و قدرات شخصيات منوعة و قتال زعماء ممتع، مظهر اللعبة قد يكون جيد و لكن له جماله في بعض الأوقات المظلمة.
أخطاء تقنية تفسد التجربة، قصة أكثر من سيئة و من أسوء المقدمات في عالم الألعاب، عشوائية في القتال بشكل زائد عن اللزوم، رسوم شخصيات كان من الممكن أن تكون أفضل، محدودية تصميم البيئة و كئابتها غريبة، إختفاء طور تعدد اللاعبين بلا مبرر.
قد تكون دراجونز دوجما لعبة مثالية لمن يبحث عن لعبة بطابع من العصور الوسطى و بلعب ممتع و لكن إن غضيت النظر عن بعض النقاط السيئة في اللعبة سأضمن لك تجربة جيدة.
تاريخ النشر: 2012-05-25
طورت بواسطة: Capcom
الناشر: Capcom