حصلنا عام 2018 على لعبة المغامرات FAR: Lone Sails من فريق التطوير السويسري Okomotive كأوّل مشاريع الفريق الذي تمّ تأسيسه عام 2017، الفريق يعود لنا هذا العام مع مغامرة أخرى هي FAR: Changing Tides وبينما أخذتنا FAR: Lone Sails في مغامرة على العجلات عبر الصحاري والأراضي المختلفة فإنّ FAR: Changing Tides تأخذنا في مغامرة عبر البحار في عالم ما بعد الكارثة، فكيف كانت التجربة؟
من يحتاج إلى القصة؟ FAR: Changing Tides لا تحتاجها على ما يبدو فاللعبة لا تقدّم أي شرح أو دلالات على القصة أو الهدف من إبحار ذلك الفتى الصغير عبر البحار، على المستوى الرسومي فإنّ اللعبة تأتينا بتوجّه فنّي جميل وبسيط يبعث على الهدوء ويقوم بتصوير البيئات المحيطة بشكل جميل فبالرغم من إبحاركم في عالم أغرقته الفيضانات إلّا أنّكم ستمرّون بمناطق جليدية جميلة ومناطق أخرى فيها علامات تدل على ما كان فيها سابقاً من مدن ومنشآت ولم يسبق وأن رأينا تصويراً بهذا الجمال لعالم ما بعد الكارثة! على الصعيد السمعي فإنّ الألحان تقدّم مجموعة جيدة من الألحان الهادئة التي تتناسق مع التوجّه الفنّي وتؤدّي غرضها.
تجربة اللعب تعتمد على إدارة سفينتكم بالشكل المطلوب وأنتم تبحرون في البحر من خلال طريقتين، إمّا استخدام الأشرعة عند تواجد الرياح وإمّا استخدام محرّك السفينة الذي يعتمد على الوقود، عند استخدام الأشرعة يجب أن تراقبوا البيئة المحيطة للتأكّد من أنّ الأشرعة أو المرساة لن ترتطم بغرض في البيئة المحيطة ممّا سيسبّب الضرر وانخفاض كفاءتها في العمل وأحياناً توقّفها عن العمل تماماً، مشكلة هذا الخيار هو أنّ الوقت المتوفّر لكم للتفاعل مع رؤية عائق في طريقكم قصير جداً ومن الصعب في العديد من الأحيان إخفاض المرساة قبل تلقّيها للضرر كما أنّ طبيعة اللعبة ثنائية الأبعاد تجعل من الصعب في العديد من الأحيان إدراك ما إن كانت بعض العناصر في البيئة سترتطم بالأشرعة أم لا.
الخيار الثاني هو استخدام محرّك السفينة والذي ستكتسبونه في وقت مبكّر وسيسمح لكم بالإبحار بسرعة بشرط توفّر الوقود واستمراركم في النفخ على النار التي ستسمح لكم بالوصول إلى السرعة القصوى، خلال استخدام المحرّك يجب الاهتمام بحرارة المحرّك التي يوجد مؤشّر خاص بها ويمكن خفض الحرارة بشكل سريع من خلال خرطوم الماء، مع بدء استخدام هذا الخيار ستدركون بأنّ استهلاك المحرّك للوقود سريع ولهذا يجب مراقبة الرادار الذي يدلّكم على وجود المخلّفات من حولكم وهي التي ستقومون بحرقها كوقود وفي حال لم تكترثوا بهذه الموارد فستجدون بأنّكم تفتقرون إلى الوقود سريعاً مع الحاجة إلى العودة للاعتماد على الأشرعة التي لا تعادل المحرّك في سرعته علماً بأنّ الموارد متوفّرة بكثرة عند إيجادها ولهذا يجب عليكم التأكّد من أنّ خزينتكم مليئة بتلك الموارد وعدم تفويت الفرصة لتحصيلها.
خلال الرحلة ستتعرّض مركبتكم للضرر وستجدون عدّة الصيانة والتي يمكن استخدامها عدّة مرّات قبل نفاذها كما ستقابلون العديد من العوائق في طريقكم وهنا تأتي تحدّيات القفز ما بين المنصات وبعض الألغاز البسيطة التي ستقومون بها لإزاحة ذلك العائق من طريقكم أو لاكتساب قدرة جديدة للسفينة وبالرغم من تعدّد التحسينات التي ستحصل عليها السفينة إلى أنّ الإبحار عن طريق الأشرعة أو استخدام المحرّك هنا العمليتان اللتان تشكّلان النسبة الكبرى من هذه التجربة مع تقديم تلك التحسينات لبعض الإضافات البسيطة على العملية.
قضاء أغلب الوقت في مراقبة الأشرعة أو الانتباه لحرارة المحرّك والحاجة للتوقّف كلّما لاحظتم وجود الموارد خوفاً من نفاذ الوقود تجعل من الإبحار عملية رتيبة مع تقدّكم في التجربة بالرغم من قصرها كما أنّ غياب نشاطات أخرى أو ألغازاً وتحديات ذات صعوبة أكبر ولو قليلاً يجعل التجربة خالية من المتعة في ساعاتها الأخيرة، السلبية الأخرى في اللعبة هي الغياب شبه التام للتعليمات أو التلميحات والتي نتفهّم عدم الحاجة إليها في تجربة بهذه البساطة ولكن هنالك العديد من المواقف التي ستجدون أنفسكم محتارين فيها لعدم معرفتكم بالخطوة التالية أو سبب عدم تحرّك السفينة لكونكم لم تقوموا بأمر معيّن ممّا يدفعكم إلى القيام بكل ما هو ممكن لمعرفة مالخطوة الصحيحة.
قمنا بإنهاء FAR: Changing Tides خلال 5 ساعات ويمكننا القول بأنّها تجربة جميلة تبعث على الراحة وهي موجّهة لمن يرغب بتجربة قصيرة وجميلة بعيدة عن التحدّيات والضغوطات المعتادة ولكنّها لا تقدّم المتعة المرغوبة بالضرورة لمحبّي ألعاب المغامرات ومن الصعب أن ننصح بها أغلب جماهير هذه الألعاب.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر.