العديد من ألعاب الفيديو الناجحة التي تحظى بجزء ثاني هي الألعاب التي حقّقت النجاح التجاري أو النقدي على الأقل لتحظى بفئة وفية من الجماهير مستعدة لدعم الجزء الثاني ولكن هنالك بعض الحالات النادرة، هذه الحالات هي الألعاب التي تحظى باستقبال إعلامي وتجاري متفاوت ولكنّ اللاعبين الذين قاموا بتجربتها أعجبوا بأحد جوانبها ممّا جعلها تحصل على فئة صغيرة ولكن وفية جداً من اللاعبين ولعبتنا هذا اليوم هي أحد الأمثلة وهي Deadly Premonition 2: A Blessing in Disguise تكملة لعبة الرعب Deadly Premonition الصادرة عام 2010 التي حظيت بتلك القاعدة الجماهيرية الوفية بالرغم من عيوبها العديدة، اللعبة صدرت عام 2020 على الننتندو سويتش وقد وصلت مؤخراً إلى الحاسب الشخصي وتوفّرت لنا الفرصة لتجربتها وتقديم هذه المراجعة. إذا، هل تعلّم الجزء الثاني من أخطاء الأوّل؟
الأحداث تدور في عام 2019 بعد عشر سنوات من أحداث الجزء الأوّل وتقومون فيها بالتحقيق مع المحقّق الفدرالي Francis Zach Morgan في أحداث القضية من الجزء الأوّل وقضيته التي تلتها والتي دارت أحداثها في البلدة الخيالية “لو كاريا” في ولاية لويزيانا وهنا تبدأ الأحداث بالتنقّل ما بين المستقبل والماضي أي ما بين جلسة التحقيق مع العمل Morgan وبين عيش أحداث قضية لو كاريا.
كما نعلم فاللعبة تأتينا من المخرج الياباني Hidetaka Suehiro المعروف باسم SWERY65 والذي يحب أن يروي القصص بطريقة مليئة بالمبالغات والشخصيات غريبة الأطور كما في الجزء الأوّل من Deadly Premonition ولعبته الأخرى D4 ونفس الأمر ينطبق على Deadly Premonition 2 ولكن مقارنةً بالجزء الأوّل فهذا الجزء أقل تماسكاً من ناحية الأحداث وستجدون القصة مليئة بالثغرات والقفزات التي تفشل في تفسير العديد من التفاصيل كما أنّ طاقم الشخصيات في اللعبة محدود جداً مقارنةً بالجزء الأوّل كما أنّ العديد من الشخصيات لا تحظى بنصيب كبير من الحوارات التي يقتصر أغلبها على الحوارات ما بين العميل Morgan وشخصيته البديلة وبين مساعدته الصغيرة الذكية Patricia.
Deadly Premonition 2 هي لعبة عالم مفتوح تحاول تقديم خريطة كبيرة نسبياً لبلدة لو كاريا ولكنّ اللعبة تفشل في تطبيق مختلف عناصر ألعاب العالم المفتوح ولم تتعلّم من أي خطأ من أخطاء سابقتها كما أنّها لم تستفد من أي أفكار أو تطوّرات لألعاب هذا الصنف، خريطة اللعبة كبيرة نسبياً ولكنّها فارغة ولا يوجد فيها إلاّ بضعة أماكن يمكن زيارتها، التنقّل في هذه الخريطة ممكن من خلال لوح التزلّج وهو سهولة بطيئة نسبياً للتنقّل ولكن مع زيارتكم للمناطق المختلفة ستتمكنون من تفعيل محطة سيارة الأجرة والتي ستسهّل عليكم التنقّل وتوفّر عليكم الكثير من الوقت ولا نعلم صراحةً ما سبب تقديم مثل هذه الخريطة الكبيرة والفارغة دون التعلّم من التجارب العديدة التي حصلنا عليها في الجيلين الماضيين والتي وقعت في نفس الخطأ.
عند التركيز على التحقيقات والتجوّل في عالم اللعبة فالعملية تقتصر على التنقّل من مكان إلى أخر والحديث مع الشخصيات لا أكثر، هنالك خيارات محدودة جداً بل ونادرة لإدارة الحوارات وهي لا تقدّم أي عواقب فعلية وتسمح لكم باتخاذ جميع الخيارات الخاطئة حتى تصيبوا! العديد من المهام أيضاً هي محاولة يائسة للزيادة من عمر اللعبة كأن يتم طلب تجميع بعض المكونات لوجبة معينة دون إعطاء تلميحات حول موقع العديد من تلك المكوّنات ممّا يعني الحاجة إلى التجوّل بشكل عشوائي في أمل إيجاد تلك الموارد أو أن يُطلب منكم العودة إلى المكان الذي سيتم فيه التحقيق في وقت لاحق من اليوم ومع عدم وجود نشاطات فعلية للقيام بها ستعودون إلى الفندق للنوم وإضاعة الوقت.
اللعبة تقدّم العديد من الألعاب المصغّرة كإطلاق النار على الأهداف أثناء ركوب القارب أو رمي الأحجار على الماء ومحاولة جعلها تقفز من على السطح عدّة مرّات أو حتى لعب البولينج وممارسة مثل هذه النشاطات الجانبية يسمح لكم بالحصول على موارد معيّنة بالاعتماد على النقاط التي جمعتموها ولكن لا سبب للقيام بذلك فهذه الألعاب ليست مصمّمة بشكل ممتع وهي بدائية جداً كما أنّ الحصول على الموارد في اللعبة سهل جداً فحزمات الرصاص تملك كمية كافية من الرصاص لقتل البلدة بأكملها والأموال التي تحصلون عليها لأتفه الأسباب تسمح لكم بشراء الموارد كما يحلوا لكم كما أنّ سلاحكم قوي بما فيه الكفاية لكيلا تحتاجوا تطويرها أو الاكتراث بعملية التطوير برمّتها.
الجزئية الثانية من التجربة هي الانتقال إلى خندق في العالم الأخر الذين ستحاربون فيه الوحوش وتحاولون الوصول إلى نهايته لاكتشاف ملابسات القضية وينتهي كل خندق بمواجهة المجرم على هيئة وحش، هذه الجزئية محبطة وتقدّم نفس آلية التصويب المكسورة من الإصدار الماضي كما أنّ هذه المعارك سهلة جداً وتكادون لا تواجهون أي صعوبة في إنهاء الخنادق.
كثرة الحوارات في اللعبة والحاجة إلى العودة إلى بعض المناطق في وقت لاحق من اليوم ونحوها يتسبّب بإطالة عمر التجربة بشكل واضح فقد قمنا بإنهاء اللعبة خلال 20 ساعة مع تجنّب أغلب المهمّات الجانبية، الحوارات الغريبة والطريفة في اللعبة وكثرة الإشارة إلى الأفلام السيئة ومدحها بشكل جدي مضحك يعطي للعبة متعتها الخاصة ولكنّ هذه المتعة لا تبرّر المرور بالعذاب الطويل الذي تتسبّب به عناصر اللعب المكسورة والمحتوى الضعيف، Deadly Premonition 2 لم تفشل في تصحيح أخطاء الجزء الأوّل فقط بل زادت عليها أخطاء إضافية لنخرج بمضيعة تامّة للوقت.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة مراجعة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.