قد تتجه الأسواق الغربية إلى ركودٍ اقتصادي ستطال آثاره سوق ألعاب الفيديو حتمًا كما أشار تقريرق من gamesindustry.biz، وقد كانت الصناعة توصف في السابق بأنها “مقاومة للركود” إن جاز التعبير، إلا أننا لسنا في 2008، فالكثير من الأمور قد تغيرت منذ ذلك الحين. وجهات نظر المحللين متضاربة بعض الشيء فيما يتعلق بتأثر الصناعة بأي ركودٍ مُحتمل، إذ يعتقدُ مُحلل أبحاث ميديا، كارول سيفرين، بأن تأثر ألعاب الفيديو بالركود هو أمرٌ لا فرار منه، وقال:
كانت العلامات موجودة في 2019 بالفعل، حتى قبل أن تظهر أزمة COVID19؛ من مشاكل سلسلة التوريد، مرورًا مع أزمة تكاليف المعيشة المرتفعة، وصولًا إلى الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا. من وجهة نظر المستهلك، يُمكنك أن تُجادل أن الأوقات العصيبة باتت محسوسة بالفعل مع أزمة المعيشة وارتفاع نسب الفوائد التي تؤثر على مدفوعات الرهن العقاري ومعدلات التضخم، وبالتالي تؤثر على الدخل المتاح على نطاق أوسع لأشياء مثل التسلية والترفيه.
المُحلل بيرز هاردنغ-رولز من أمبير للتكنولوجيا يعتقد أن حدوث الركود غير مؤكد بالضرورة، إلا أنه من المرجح أن يُغير الوضع الاقتصادي من العادات الاستهلاكية لملايين البشر في المستقبل القريب:
يُمكن استشعار التضخم وضغوطات التكلفة المعيشية على نطاقٍ واسعٍ في جميع قطاعات المبيعات، ولذلك حتى لو لم نكن في مرحلة ركودٍ بعد، فإن التأثير وصل إلى مرحلة بعيدة بالفعل ومن المُرجح أن يستمر حتى تبدأ الضغوطات بالتراجع — ربما لاحقًا هذا العام أو في وقتٍ باكرٍ من 2023.
لقد تفاقم الوضع بسبب الغزو غير العادل من روسيا لأوكرانيا، أما بريطانيا تحديدًا فقد وضعت نفسها في موقفٍ حرج بسبب بريكست، الذي زاد أيضًا من تكاليف التوزيع واستيراد البضائع وزاد من التضخم للمستهلكين الذين يقطنون الولايات المتحدة.
و أضاف هاردنغ-رولز أن روسيا كانت عاشر أكبر سوق لألعاب الفيديو على مستوى العالم في العام الماضي 2021، وأن سحب الناشرين لألعابهم من هناك سيكون له تأثير على القيمة العالمية للسوق.
من جهةٍ أخرى، المحلل د.سيركان توتو مؤسس شركة كانتان غيمز الاستشارية، والذي استضفناه سابقًا، أكّد أنه غير قلقٍ على الإطلاق:
على الجوال، مُعظم الألعاب مجانية-للعب بجميع الأحوال، وعلى الأجهزة المنزلية فإن هناك خدمات اشتراك مثل Game Pass أو Playstation Plus للاشخاص الذين يحتاجون التحكّم بميزانية الترفيه الخاصة بهم، البلايستيشن5 والإكس بوكس سيرس إكس يحظيان بإقبالٍ كبير مما سيقلل من جديّة تأثير ركودٍ اقتصاديٍ مُحتمل على تجارة سوني و مايكروسوفت.
هناك أطنان الألعاب المجانية أو الرخيصة على الحاسب الشخصي أيضًا، وفي حال تحقق الركود الاقتصادي بالفعل، هل سيكون هناك حالات امتناع أو تأجيل شراء لعبة قيمتها 70$؟ ربما، ولكن بصورةٍ عامة، أعتقدُ أن الصناعة ستُبلي حسنًا.
المحلل توم ويجمان من نيوزو كان له وجهة نظرٍ مُقاربة، وهو يعتقد أن أفضل الشركات المؤهلة لمواجهة أزمةٍ قادمة، هي تلك التي تعتمد على نموذج اشتراك، مثل مايكروسوفت أو ريوت غيمز.