Scorn هي أوّل مشاريع فريق التطوير الصربي Ebb Software وقد تمّ الإعلان عنها عام 2014 مع إطلاق حملة دعم على Kickstarter والتي فشلت في تحقيق هدفها، فريق التطوير تمكّن من إيجاد مستثمر قادر على دعم المشروع بعد فشل حملة الدعم وهنا دخل المشروع مرحلة التطوير الكاملة عام 2015، بعد العديد من التأجيلات وغياب اللعبة عن الأنظار وبعد قرار إصدارها كتجربة كاملة عوضاً عن إصدارها على حلقتين، ها نحن نحصل بعد 8 سنوات على Scorn على الحاسب الشخصي والإكس بوكس سيريس كحصرية مؤقتة لأجهزة مايكروسوفت المنزلية.
اللعبة تعتمد أسلوباً مختلفاً تماماً عن المعتاد في السرد القصصي فهي لا تحوي أي حوارات أو نصوص ولا حتى مقاطع سينمائية، القصة يتم سردها عن طريق البيئة المحيطة والتي تمثّل أبرز معالم اللعبة وهي هويتها المقتبسة من أعمال H. R. Giger التي تدمج ما بين الجسم البشري والألات الميكانيكية لتقدّم لنا عالماً غريباً ومختلفاً عن التجارب التي خضناها سابقاً، اللعبة ترميكم في عالمها المليء بالعديد من الرمزيات التي تشير إلى مواضيع معينة والتي لها بعد فلسفي يخدم عالم اللعبة وطبيعته مع إشارتها إلى عدد من المواضيع المجتمعية في نفس الوقت.
طبيعة السرد القصصي والاعتماد الكبير على الرمزيات قد لا يروق للعديدين فما عدى بعض الرمزيات الواضحة والإيحاءات التي يقصد بها المطوّر توجيه اللاعب إلى التركيز العام للعبة فإنّ باقي تفاصيل اللعبة وعالمها تتطلّب تفكيراً عميقاً في ما يحدث من حولكم ومالذي تقومون به وماذا يعني. فريق التطوير لم يُحسن في تصميم عالم اللعبة الغريب فحسب بل أحسن أيضاً في تقديم مستوى تقني عالي يعتني بمختلف تفاصيل هذا العالم المُربك وتقديم أجواء غامرة تشعركم بعدم الإرتياح والفضول في نفس الوقت كما يطغى على التجربة الشعور بالوحدة في هذا العالم مع ألحان خافتة تبقيكم مندمجين.
بالرغم من تصنيفها على أنّها لعبة رعب إلّا أنّ Scorn بعيدة جداً عن التجربة المعتادة من هذه الألعاب فهي لا تركّز على إخافتكم ومفاجأتكم بهجوم عدو عليكم أو بأصوات مرعبة بل تركّز على الشعور بعدم الإرتياح حيال عالم اللعبة وحيال بعض المهام التي ستقومون بها والتي ستبدو قبيحة وقاسية جداً، اللعبة تقدّم العديد من الألغاز التي تقومون من خلالها بالحصول على أداة أو فتح الطريق إلى المنطقة التالية وقد تمّ تقديم مجموعة من الألغاز المبتكرة والمتنوّعة مع الحفاظ على صعوبة متوازنة لهذه الألغاز فهي لا تشعركم بالعجز لحلّها وستشعرون بالرضى عند التمكّن منها.
التقدّم في اللعبة خطّي مع انتقالكم من منطقة إلى أخرى وبحجم متوسّط لهذه المناطق التي ستتجوّلون داخلها لإيجاد حل للغز أو إنهاء مهمة من المهمات ومن المثير للاهتمام كيف أنّ اللعبة تقودكم إلى القيام بالمهمات وحل الألغاز بطريقة بديهية دون تقديم أي نصوص أو مؤشّرات وقد يشعر اللاعب بالضياع بداية خوضه للتجربة نظراً لعدم وجود خريطة ولكن عند التأمّل في طبيعة الألغاز والمهمات ستدركون بأنّ هنالك رتماً يضمن لكم عدم الضياع في حال قمتم بالتركيز فيما تقومون به، خلال رحلتكم لن تشعروا بالوحدة طوال الوقت فهنالك عدد من الوحوش القبيحة والخطيرة التي ستهاجمكم أثناء تجوّلكم ممّا يوصلنا إلى الحديث عن المعارك.
اللعبة تقدّم 4 أسلحة مختلفة ستحصلون عليها خلال رحلتكم والذخيرة ستكون محدودة جداً كما أنّكم ستملكون جهازاً يساعدكم على معالجة شخصيتكم وإعادة ملء عدّاد الحياة والموارد شحيحة جداً وتتطلّب منكم الحذر في التعامل مع الوحوش، المربك في نظام القتال هو طبيعته البطيئة ومحدودية الذخيرة التي ستجبركم على الاستفادة بشكل كبير من أوّل سلاح ستجدونه وهو سلاح يتطلّب الاقتراب من الوحوش ولكنّه قادر على الهجوم مرتين فقط قبل الحاجة إلى فترة طويلة نسبياً لإعادة شحنه لمهاجمة الأعداء مجدداً بينما وتيرة مهاجمة الأعداء أسرع بكثير وهذا السلاح يحتاج إلى مهاجمة العديد من الأعداء عدّة مرّات للقضاء عليهم ممّا يجعل تجربة المعارك مربكة وغير ممتعة كما أنّ بعض الأعداء قادرون على اللحاق بكم بسرعة ومحاولة تفاديهم في بيئات اللعبة الضيقة صعبة ومزعجة، أحد السلبيات البارزة الأخرى هي التوزيع السيء لنقاط الحفظ والتي قد تتطلّب منكم إعادة العديد من الخطوات بعدما قطعتم شوطاً كبيراً في بعض المناطق.
تجربة اللعب قصيرة وقد قمنا بإنهائها خلال 4 ساعات فقط ولا توجد قيمة كبيرة لإعادة التجربة مجدداً نظراً لطبيعتها الخطية وعدم وجود أي مسارات تغيّر من نهاية التجربة، في نهاية المطاف نشعر بأنّ هذه التجربة لم تنتهي بعد ولا زال هنالك تكملة ونحن نرى إمكانية تقديم تجربة مميّزة في تكملة ذات حجم أكبر تحافظ على الإبتكار في الألغاز وتقدّم تجربة قتال أكثر سلاسة. Scorn هي تجربة قصيرة وفريدة في جوهرها وقد لا تناسب جميع اللاعبين ليس لسلبياتها فقط بل بسبب قصتها المقدمّة بشكل غير اعتيادي في المقام الأوّل.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي حصلنا عليها بأنفسنا.