Viewfinder هي لعبة ألغاز تأتينا من فريق التطوير الاسكتلندي Sad Owl Studios كأوّل مشاريعه وتأتينا هذه التجربة بفكرة مثيرة للاهتمام تتمحور حول حلّ الألغاز من خلال التلاعب بالمنظور والزاوية الخاصة بالبيئة بطرق وأدوات مختلفة وفي هذه المراجعة نعطيكم انطباعاتنا عن هذه الأفكار وكيف تمّ تطبيقها.
أحداث اللعبة تدور في محاكاة توفّر بيئة للمخترعين لتجربة الأفكار المختلفة وستقومون بالتجوّل في هذه البيئة وحلّ الألغاز بحثاً عن نتائج الأبحاث التي عملها رفاقكم من الباحثين لإيجاد حلّ للمشكلة التي تواجه عالمكم والقصة تلعب دور تبرير الأحداث بشكل رئيسي مع إعطاء بعد عاطفي للتجربة من خلال عدد من التسجيلات تبين العلاقة ما بين أفراد فريق الباحثين وما جرى بينهم من تفاعلات خلال أبحاثهم والمصاعب التي واجهتهم. على الصعيد الرسومي فاللعبة تقدّم توجهاً كرتونياً ملائماً للتنوّع الجميل في البيئات والتي يبدو بعضها أشبه بلوحة فنية.
تجربة اللعب بسيطة جداً وتقتصر على الحركة وزر يستخدم للتفاعل مع الصور التي بحوزتكم أو مع الكاميرا أو أي عنصر أخر في البيئة والفكرة الأساسية من الألغاز في اللعبة هي التفاعل مع الصور التي ستصبح جزءً من الواقع المحيط بكم وتستخدم هذه الصور إمّا للتقدّم من خلالها إلى منطقة أخرى للحصول على المزيد من الصور والأدوات أو تستخدم للتلاعب بظروف البيئة التي لا تسمح لكم بحل لغز من الألغاز أو الوصول إلى منطقة من المناطق والمهمة الأساسية في جميع الألغاز هي الوصول إلى منصة المغادرة أو إمدادها بالطاقة لإنهاء المهمة.
اللعبة تطبّق فكرة التلاعب بالمنظور لحل الألغاز بطريقة رائعة وممتعة ففي بعض الأحيان ستقومون بتحويل الصورة إلى واقع بعد قلبها رأساً على عقب للوصول إلى منطقة معينة أو لإسقاط بطارية كانت خلف حاجز لا يمكنكم القفز فوقه كما أنّ الصور يمكن استخدامها بطرق متنوعة أخرى كمسح جزء من سور يمنعكم من التقدّم لأنّ تحويل الصور إلى واقع يعني استبدالها لأي عناصر كانت في منظور اللاعب كما تمّ إضافة عدد من الألغاز البيئية الذكية التي تتطلّب منكم النظر بطريقة معينة إلى العناصر المحيطة أو توفّر الصورة التي يمكن العبور من خلالها بشكل متقطّع في البيئة ممّا يستوجب منكم النظر إلى تلك القطع من الزاوية الملائمة لكي تتحوّل إلى حقيقة وبالإضافة إلى هذه الأفكار الفريدة فإنّ اللعبة تقدّم عدداً من الأفكار التقليدية التي تتمثّل على هيئة عوائق يجب النظر إليها بذكاء لمعرفة كيفية التقاط الصورة المناسبة أو الوصول إلى هدفكم.
المهمات في اللعبة مقسمّة على عدد من المناطق مع انتقالكم إلى المنطقة التالية بعد إنهاء جميع المهمات الرئيسية وتقدّم اللعبة محتوى جانبي ممتاز من الألغاز القصيرة التي يكون فيها مستوى أعلى من الصعوبة أو تكون طريقة الحل بسيطة جداً ولكنّ الوصول إليها يتطلّب إمعان النظر في محيطكم كما تتوفّر عناصر قابلة للتجميع بأشكال معينة لكل منطقة فالمنطقة الأولى على سبيل المثل تحوي ألعاباً على شكل بطة وأحد المناطق الأخرى تقدّمها على هيئة مجسمات للكواكب وبعض هذه العناصر ستكون في محط الأنظار والبعض الأخر يتطلّب بعض البحث لإيجاده.
بالحديث عن السلبيات التجربة هي كونها تقدّم العديد من الأفكار الفريدة والمسلية لحلّ الألغاز ولكنّها تقوم بتقديم تلك الأفكار في عدد محدود جداً من المهمات مع الأسف وتلتزم في أغلب المراحل بالألغاز المرتبطة بالتقاط الصور بالكاميرا وكما ذكرنا فهي مطبقة بشكل جيد ولكنّ وجود التنويع يجعل من التجربة أكثر تسلية كما أنّ حلّ بعض الألغاز المرتبطة بالكاميرا يتكرّر وستجدون سهولة في حلّ بعض الألغاز في المراحل الأخيرة من اللعبة بسبب تكرار الأفكار على عكس المعتاد من ألعاب النوع التي تقوم في العادة بتنويع الأفكار في النهاية أو رفع مستوى التعقيد.
احتجنا لأربع ساعات ونصف لإنهاء جميع المراحل في اللعبة مع تجميع عدد يسير من العناصر القابلة للتجميع وقد تحتاج التجربة إلى حوالي 6 أو 7 ساعات لجمعها جميعاً، Viewfinder لعبة ألغاز مبتكرة قدّمت العديد من الأفكار الفريدة والمسلية وبصعوبة متوازنة، قد يعيب التجربة اعتمادها على فكرة واحدة أساسية والخجل من تطبيق بعض الأفكار الأخرى بشكل أكبر بالرغم من التقديم المتقن لها.
تمّ مراجعة هذه اللعبة بنسخة للحاسب الشخصي تمّ توفيرها من قبل الناشر قبل صدور اللعبة في الأسواق.