في 2014، وتحديدًا في شهر سبتمبر من ذلك العام صدرت لعبة Shadow Of Mordor، وهي لعبة عالم مفتوح وأكشن مستندة في قصتها وعالمها على عالم سيد الخواتف (Lord of The Rings) الذي كتبه الروائي المعروف J.R.R Tolkien، وكانت اللعبة من تطوير استوديو Monolith Productions، ونشر Warner Bros. وأفضل ما ميز اللعبة كان نظامها للذكاء الاصطناعي الذي صنع ما يشبه العقل الجمعي للأعداء، وجعلهم يتصرفون كجماعات موحدة، واعية بشكل ثوري بالنسبة لوقت صدور اللعبة، واليوم نسلط الضوء على هذا النظام الرائع للذكاء الاصطناعي، والذي أُطلق عليه “Nemisis System” أو نظام الأعداء.
نظام Nemsis System يستند على خريطة الأعداء، والتي تشبه مفهوم “شجرة العائلة”، ففي اللعبة الأعداء هم مخلوقات الأوركس، ويتم تقسيمهم إلى رتب ومراكز على هذه الخريطة، ومع كل زعيم أو مساعد للزعيم تقتله، يتم ترقية هؤلاء الذين يخلفوه في الرتبة، فيحلون محله، لكن هذا في حالة انتصرت على هذا الزعيم فقط، لكن ماذا إلى لم تنتصر؟
إذا لم تنصر، سيتذكر هذا العدو الذي نجح في قتلك أنه تمكن من الانتصار عليك، وسيوجه لك كلمات مثل “هل جئت مرة أخرى لكي تموت؟” وقد يتم ترقيته لرتبة أعلى، وبالتالي يكون خصمًا أصعب في المرة القادمة التي تقابله فيها، أما في حالة انتصرت أنت وتم ترقية مخلوق أورك جديد ليحل محل ذلك الذي نلت أنت منه، فسيحمل ضدك ضغينة ويوجه لك كلمات مثل: “أنت من قتل زعيمنا، استعد للانتقام”
لعلك تتساءل الآن، ما أهمية شيء كهذا؟ في البداية دعني أخبرك أن هذا الشيء تم تقديمه في عام 2014، في وقت صدرت في ألعاب مثل Assassin’s Creed IV: Black Flag و Far Cry 4 وألعابًا لم تقدم جديد على مستوى الذكاء الاصطناعي، والصناعة وقتها كانت متعطشة جدًا للتجديد. نظام مثل هذا من شأنه وضع حجر الأساس لما هو قادم على مستوى الذكاء الاصطناعي، فالأعداء عندما يكونون من جماعة واحدة لابد أن يكون بينك وبينهم تاريخ ولابد أيضًا أن يظهر ذلك عليهم عند مقابلتك.
نجح هذا النظام في ترسيخ شعور بالاختلاف بين كل معركة وأخرى، فبجانب تقديم اللعبة نظام قتال قوي ومتقن، إلا أن هذا التغير البسيط الذي يحدث مع كل معركة يجعلك دومًا تشعر بأنك تريد خوض تلك المعارك لتصفية حساباتك مع أعداءك وليس فقط لأن القتال ممتع.
صدر بعد ذلك جزء جديد من اللعبة بعنوان Shadow Of War مع تطوير بسيط على هذا النظام من حيث قيادة المعارك، ولكن مشاكل اللعبة مع المعاملات المالية الحقيقية (Microtransactions) منعت إيجابيات اللعبة من أن تلمع في وقت إصدارها، ومنعتنا من رؤية جزء جديد من السلسلة، وحتى هذه اللحظة لم نرى لعبة تنجح في استثمار هذه الفكرة، بالطبع جزء من هذا الأمر يعود إلى أن شركة WB سارعت بتسجيل الفكرة كبراءة اختراع حصرية لها، ولكن على الجانب الآخر، كان لابد من أن تفتح الفكرة بابًا كبيرًا لبقية المطورين للعمل على أشياء مشابهة، وربما أكثر ثوريةً.
نحن الآن في عام 2024، ولاتزال شركات الألعاب بكبرها عاجزة على التطوير بشكل ملحوظ ومستدام على الذكاء الاصطناعي للأعداء إلا في ألعاب قليلة. في رأيك، ما هي اللعبة التي قدمت ذكاءًا اصطناعيًا يليق بـ2024؟ في رأيي Dragon’s Dogma 2 طبعًا.
في النهاية، سلسلة من الذاكرة هي سلسلة جديدة بدأت كمجموعة منشورات في حساب تروجيمنج على تويتر، وبدءًا من هذا الأسبوع تتحول إلى سلسلة مقالات أيضًا يكون لنا معها موعد ثابت كل يوم أحد من كل أسبوع. أخبرونا برأيكم في هذه السلسلة في التعليقات، مع اقتراحاتكم للأفكار القادمة التي تريدون منا الحديث عنها.