ما أجمل أن أرى إنسان يقوم بتفجير الرجال الآلين، لطالما حملت مشاعر الكره للآلين و لطالما أيقنت بأنهم سيقومن بالإنقلاب علينا بعد أن تم صناعتهم و برمجتهم من قبلنا، في لعبة Binary Domain ستقوم بفعل الكثير من الأمور الفظيعة “الممتعة” للآلين كتفجيرهم و إطلاق النار عليهم و الكثير من الأمور الأخرى، و لكن هل المتعة تكمن في فعل هذه الأمور الفظيعة للآلين؟ أم هنالك سبب أخر يجعلك بالإستمرار بخوض تجربة اللعبة و قصتها؟ حسنا عزيزي يسرني بأن أقدم لك مراجعتنا للعبة Binary Domain.
باينري دومين هي لعبة أكشن من منظور الشخص الثالث و من تطوير Toshihiro Nagoshi الذي يقف خلف إسم سلسلة ياكوزا الشهيرة في اليابان، تدور أحداث اللعبة في اليابان تحديدا في مدينة طوكيو في عام 2080، قصة اللعبة تملك طابع الرجال الآلين و هو أمر رأيناه كثيرا في الأفلام و الألعاب مما يجعلنا أمام تجربة رأينا أفضلها و أسوئها في الألعاب. في عام 2040 قامت الشركة الأمريكية Bergen بعقد إتفاقية بمنع صنع الآلات الشبيهة بالإنسان و السبب يعود لتطور التقنية بشكل جنوني، و في الوقت الحالي لمجريات القصة شركة Amada Corporation إستمرت بتصنيع الآلين و أهملت الإتفاقية و وقتها أرسلت الحكومة الأمريكية عدة أشخاص لإقتحام أراضي الشركة و منع هذا التصنيع، واحدة من الأمور التي كانت تخشاها الشركة الأمريكية هم مايسمون بالـHollow Children هؤلاء هم الآلين على هيئتنا و لكنهم يملكون العاطفة و المشاعر مثل البشر و هم لا يعلمون بهذه الحقيقة المرة بل يعتقدون بأنهم بشر.
لعبة في المستقبل؟ كيف ستبدو تصاميم البيئة هل هي متقنة أم كانت مجرد تصاميم إقتباسية رأيناها كثيرا؟ ما سأخبركم به في هذه النقطة بأن تصاميم البيئة متفاوتة، هنالك الجانب السيء و المتقن منها، الجانب المتقن كانت في الفصول الأولية من اللعبة عندما كنت تستطيع رؤية السماء في هذه الأماكن الواسعة، في وسط المدينة كانت التصاميم متقنة لحد كبير و كان من الممتع أن تقوم بقتال الأعداء و الزعماء في هذه الأماكن المفتوحة، و لكن ستبدأ اللعبة بأخذك الى الأنفاق و الى مبنى شركة Amada الضخم و الذي يمثل جزء كبير من اللعبة و ستلاحظ بأن التصاميم أصبحت محدودة في هذه الأماكن الضيقة و ستشعر بالتكرار في زيارتك لمختلف الأماكن الضيقة و السبب يعود ضيق المساحة و قلة الإبتكار في التصميم مما يعكس لنا مظهر اللعبة الحقيقي الذي رأيناه في بداية اللعبة، حقيقةً لم تكن التجربة في الأماكن الواسعة تشكل جزء من اللعبة بل كانت قصيرة نوعا ما مما يجعلنا نقضي أوقاتا أطول في أماكن أخرى لم يتقن تصاميمها، بالطبع باقي التصاميم جيدة و لم تكن سيئة و لكن المحزن هو تفاوت التصاميم.
بعد أن تحدثت عن التصاميم سأخذكم الآن للحديث عن الرسوم و الفيزيائية في اللعبة، بالطبع مهما كانت التصاميم جميلة لن تظهر بمظهر لائق إن كانت الرسوم في اللعبة سيئة، و لكن هنا الأمر مختلف رسوم البيئة التي قدمتها اللعبة جعلت المظهر العام جذاب و مثير للإهتمام، و أيضا الدور الكبير في الإضائة التي ستدمجك بشكل رائع بجو اللعبة خاصة في الأماكن الأولية من اللعبة، بالطبع الإضائة لا تقتصر تحت ضوء الشمس بل هي متعلقة برسومات اللعبة بشكل كامل، حتى في الأماكن المغلقة ستلاحظ بأن الأضواء تنعكس على الأعداء بشكل سلس. بالنسبة لرسوم الشخصيات، كما ترون في الصورة التي إخترتها أعلاه ستلاحظ تعابير الوجه بشكل متقن و هي مفعمة بالحياة، بالطبع رسوم الشخصيات لا تقارن بشكل كامل بالألعاب التي تتميز بقوة رسومها و لكن ماقدمته باينري دومين أمر مقبول و أكثر من جيد. الأمر المزعج الوحيد في الرسوم هو تقلص عدد الإطارات بشكل مفاجئ و لمدة متوسطة الطول و لكنها مشكلة لن تواجهها كثيرا.
فيزيائية اللعبة لها جانبها المتقن و الغير متقن، إن لاحظنا طريقة تعرض الأعداء للطلقات النارية و طريقة إنفجارهم سنرى تأثيرات و حركات مناسبة للحدث، و حتى مظهر الأسلحة عند إطلاق النار و حركة جسد الشخصية كان مرضي الى حد ما، و في الجانب الأخر لم تكن طريقة الصعود أو النزول من الدرج والسلالم متقنة بل ستشعر بأن أقدام الشخصية تتحرك بشكل غريب و غير متقن و الأمر ذاته إذا كنت تحمل أحد الرشاشات الكبيرة عند تحركك أثناء مسكها ستلاحظ بأن أقدام البطل تقوم بالتزلج عوضا عن المشي و هو أمر غير لائق و غير متقن من ناحية الحركة و الفيزيائية في اللعبة.
بمجرد أن تظهر لعبة جديدة في السوق بمنظور الشخص الثالث هذا يعني سيُنظر لها بطريقتين، الأولى هي لعبة جديدة و قد تتفوق على العديد من الألعاب المتوفرة في السوق حاليا، و النظرة الأخرى هي المنتشرة بين اللاعبين و هي رؤية المنتج كشيء مكرر و تم خوض تجربته مرارا و تكرارا، و لكن ما الجواب لمن يعتقد بأن هذه اللعبة لا تستحق التواجد مع باقي الأسماء الكبيرة في عالم العاب منظور الشخص الثالث؟ سأتحدث عن التحكم و أسلوب اللعب بشكل مفصل لكي يستطيع القارئ التميز بين لعبة باينري دومين و باقي الألعاب الأخرى. إذا كنت تشك بأن اللعبة قد تملك تحكما جديدا و يصعب الإعتياد عليه إذا لا تقلق، من أول تجربة لك مع التحكم ستشعر بأنه مألوف كباقي الألعاب من نفس النمط من ناحية التصويب و طريقة الإختباء و حتى الركض و رمي القنابل و حقيقةً لا تملك اللعبة أي إضافة من هذه الناحية فقط تحكم جيد. ستملك ثلاثة أسلحة هنالك السلاح الرئيسي كما هو المعتاد و المسدس التقليدي، السلاح الأخر القابل للتغير بين قائمة أسلحة بسيطة مثل الرشاش الثقيل و القناص و البندقية و بالطبع الار بي جي، بما أن اللعبة في عام متقدم قد نتوقع أن نرى أسلحة بقوى مختلفة أو لمسات تقنية عديدة تواكب هذا التقدم الحضاري و لكن في باينري دومين لن تشعرك بأنك في لعبة من عام متقدم أبدا، لا تملك اللعبة أسلحة مميزة أو قنابل تستطيع الإعتماد عليها، و طوال خوض تجربتك في اللعبة ستقوم بتغير أسلحتك بشكل روتيني لهزيمة الأعداء.
تملك اللعبة قتال زعماء أكثر من ممتاز، مما يجعلك تخوض قتالات طويلة و ممتعة و الأهم من هذا كله هو طريقة هزمك للزعماء، كل زعيم يمكنك هزيمته بطريقة مختلفة، هنالك الذي يتأثر من رأسه و هنالك الذي ستهاجمه من الخلف و لكن الأمر المشترك بينهم دائما هو قطعة التشغيل في أجسادهم و التي تشكل نقطة ضعف كبيرة. قبل أن تصدر اللعبة قرأنا الكثير من الأخبار عن مستوى الذكاء الإصطناعي في اللعبة و أنه سيعتبر ثورة جديدة في هذه النوعية من الألعاب، لا زالت اللعبة تقدم أمر جيد من ناحية و تخفق بأمر أخر من ناحية أخرى، ما أقصده بأن الذكاء الأعداء جيد و حقيقةً إن كنت سأوصفه بشكل أفضل سأقول بأن تصرفاتهم رائعة، عند تطلق النار على رأس العدو و تقوم بخلعة ستلاحظ بأنه لا يعلم مالذي سيفعله و سيقوم بالهجوم على زملائة، مثال أخر، عندما تقوم بتركيز الإطلاق على أقدام العدو ستجده يسقط و لكن فجأة سيقوم بإطلاق النار عليك و عندما تلتفت ستجده يزحف بيده و باليد الأخرى يطلق النار عليك، حسنا هذا أمر جيد أليس كذلك؟ إذا ما رأيكم بأن الشخصيات هم أغبى من رأيت في عالم الألعاب؟ لم أتحسس من شخصيات كهذه في أي لعبة و السبب يعود لتحركاتهم الساذجة و السبب الأخر سأذكره لاحقا، ستنزعج أثناء اللعبة بأن رفاقك سيقومن بالوقوف أمامك بشكل مزعج عندما تقوم بمهاجمة الأعداء مما يجعلك في موقف حرج مع عداد الثقة “سأتحدث عنه لاحقا”. الأمر الجيد في اللعبة هي الحالات التي ستجد نفسك فيها تقوم بما يلزمك لإنهاء المهمة، هنالك بعض المواقف ستركب بها دراجة مائية و تقوم بقيادتها أو حتى ركوب أحد الآلين لتتحكم به للقضاء على الأعداء، و ستتكرر هذه المواقف كثيرا و هي قد أعطت للعبة تنوع رائع في معطيات اللعب.
تستطيع التحكم بزملائك الذي يتراوح عددهم 4-5 شخصيات في أكثر الأوقات عبر الأوامر التي ستظهر لك عند ضغطك لزر R2، هذه الأوامر ستستخدمها في مواقف كثيرة و لكن في أكثر الحالات لن تكون مفيدة، هنالك أمر إطلاق النار و التجمع و التوقف و أيضا المداهمة على الأعداء و هو خيار سيء لأنك لا تريد أن تقوم بالهجوم عليهم عن طريق الخطأ و لكن لماذا؟ حسنا هنالك عداد يسمى الثقة، و هو الذي يحدد إستجابة فريقك لأوامرك على سبيل المثال إن قمت بالهجوم عليهم ستظهر لك آيقونة بأن مستوى ثقة زميلك بك قد إنخفض قليلا، المزعج بالأمر بأن هذا العداد تستطيع أن تملئه بطريقة أخرى و هي عبر المحادثات المثيرة لأقصى “وأكررها مئة مرة” درجات الضجر، ما هذه التعليقات التي لا تملك أي معنى؟ أوه بالطبع إنها تعليقات الأمريكان المعهودة و التي لطالما كانت فارغه و بلا معنى و التي تشير لأشياء واضحة و لا تحتاج حتى التفكير فيها، هذه المحادثات ستحدث بعد إنتهائك من قتال الأعداء و يجب عليك في بعض الحالات أن تقوم بالرد على أسئلة الزملاء التي لا تملك أي هدف، هنالك نوعان من هذه الأسئلة هنالك التي ستطرح عليك أثناء القتال و هي قد تفيد في حالات بسيطة مثل الهجوم أو التنحي أو حتى تقبل أوامر بسيطة من الزملاء، و النوع الأخر هو بعض التعليقات التي يقوم زملائك بطرحها و يجب عليك أن تقوم بالرد عليها بشكل شبه لازم، ما أعنيه هنا يجب عليك أن تقوم بالرد على التساؤلات أو تطرح رأيك بها أو إنتظار ما يقارب الثلاثون ثانية الى أن تتفهم الشخصية الأخرى بأنك لا تريد النقاش معها و لكنها ستبدأ بسؤالك مجددا، مما يجعلك تريد أن ترد عليها بالرد الصحيح دائما و لكن هذا سيكلفك نقص مستوى الثقة.
الطريقة الأخرى للتحكم بالزملاء هي عبر الأوامر الصوتية، كل ما تحتاجه هنا هو مايكروفون تقوم من خلاله بإلقاء الأوامر. عند تجربتي لهذه الخاصية بعد إرتدائي سماعة البلاي ستيشن الرسمية كانت و للأسف الشديد مخيبة للأمال، السبب وراء هذه الخيبة هي عدم إتقان هذه الخاصية و لم تكن مفيدة إلا في حالات قليلة جدا، في بعض الأحيان يجب عليك إجابة أسألة الفريق و إن حاولت الإجابة سترى بأنك مهما حاولت محاولة الصراخ و جلب حشود تصرخ معك لن يتم التعرف على صوتك أو بالأحرى و كأنك لم تقم بالرد، و لكن الأمر المثير للسخرية هو عندما تقوم بالرد بطريقة وقحة فستتعرف اللعبة على إجابتك بلمح البصر! ماهذا؟ الجميل بالأمر تستطيع مناداة أسامي زملائك و سيقومون بالرد فورا و ستستطيع إلقاء الأوامر بعدها ليبدو المشهد أكثر حيوية و لكن مالفائدة؟ تستطيع أيضا أن تقوم بمناداة زملائك الذين إفترقوا عنك و هم في منطقة أخرى و لكن أيضا مالفائدة؟ عند إرتدائك السماعة و محاولة رمي الأوامر الصوتية و عندما تجدها لا تجدي نفعا هل هنالك أمر أخر سيقوم بتخريب مزاجك؟ أوه نعم، هل أنت مستعد بأن ترى الشخصيات تقوم بإجابتك بدون أن تصدر صوتا؟ لقد واجهت هذه المشاكل كثيرا أثناء إرتدائي السماعة و لكن واجهتها و أنا لا أرتديها. تتداخل المحادثات ببعضها البعض بشكل متكرر في اللعبة، ستلاحظ بأن هنالك من يلقي عليك سؤالا و أنت قد أمرتهم بالتغطية عنك و بنفس الوقت سترى الأخر يتحدث عن الأعداء و كل هذا ذحدث في آن واحد، مما يجعل تجربة الأوامر الصوتية و التحكم عبر الأوامر أمر مزعج و غير مفيد في الكثير من الحالات. قد يختلف معي البعض في نقطة عدم الإستجابة الجيدة في الأوامر الصوتية و قد يقول البعض بأنني لم أغير الإعدادات و لكنني قمت بتغيرها كثيرا للحصول على تجربة أفضل و لكن لم يكن هنالك تغير يذكر في الإستجابة.
تملك اللعبة طور تعدد اللاعبين و الذي أجده لا يقدم أي شيء يذكر للعبة، من ناحية لمسات في أطوار اللعب أو حتى فيزيائية الشخصية في هذا الطور. يصل اللعبة على الشبكة لعشرة شخصيات و هنالك طور البقاء الذي يسمح بأرباعة لاعبين. حسنا هذه هي تجربتي مع لعبة باينري دومين و قدمت لكم كل ما نجحت و أخفقت فيه اللعبة و أرى بأن سيجا قامت بعمل رائع و مشروع يستحق التجربة.