اليوم يمر 37 عامًا على بدء سلسلة Metal Gear بشكلها الأول، لعبة تخفي من المنظور العلوي وبآليات لعب مبسطة تقوم على تفادي مجال رؤية الأعداء والتسلل من خلفهم. ما قد لا يعرفه البعض هو أن اللعبة بدأت كلعبة أكشن، بتكليف من كونامي لهيديو كوجيما، مصمم الألعاب الصغير وقتها (في 1983) والذي طٌلب منه أن يقدم لعبة اكشن مبنية على المعدات والأدوات والأجواء العسكرية والجاسوسية لمنصة MXS2
لكن قصور منصة MSX2 التقني وقتها، لم يسمح بتصميم المعارك بالشكل الذي أراده هيديو كوجيما، وهو ما جعله يختار أن تكون لعبة قائمة على تفادي الأعداء بدلًا من مواجهتهم، ومن هنا بدأت واحدة من أكثر الألعاب تأثيرًا في التاريخ.
هذه المعلومات جاءت من تصريحات رسمية لفريق التطوير، وعلى رأسهم كوجيما، في مجلة Playstaion Magazine في وقت رواج منصة PS2، ولكنها جاءت أيضًا مصحوبة بالكشف عن عدة أمور أخرى، ومن ضمنها مثلًا من أين أتى اسم السلسلة؟
بشكل عام، كلمة Metal Gear تعني الآلات المعدنية، وهو اسم رمزي يشير إلى الأسلحة الحديثة الموجودة في النسخة الموازية للحرب الباردة التي تجري بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا في عالم اللعبة، وتشهد سباقًا غير اعتياديًا في التسليح، ولكن لمحبي اللعبة فإن الاسم هو الاسم الذي تم إطلاقه على أحد أسلحة اللعبة المشهورة، وهو بشكل أو بآخر محور اللعبة، سلاح وصفه أحد علماء الاتحاد السوفيتي في اللعبة بأنه هو “حلقة الوصل بين المدفعية والمشاة”
ولكن بداية الاسم كانت فقط لأنه كان اسمًا يبدو رائعًا، وجاءت محاولة تبريره لاحقًا في عمر السلسلة.يحكي كوجيما أيضًا أن إدارة شركة كونامي لم تكن متحمسة أبدًا لفكرة لعبة “لا تقوم فيها بقتال الأعداء بشكل مباشر” وهو الشيء الذي كانت معظم ألعاب الأكشن وقتها تقدمه بشكل صريح، ولكن مع الوقت والضغط ممن كانوا مقتنعين بالفكرة وإطلاع المدراء على المخططات الخاصة بتصميم المراحل والأفكار الجديدة بدأوا في الاقتناع بالفكرة.
يقول كوجيما أن نيته في البداية كانت تقديم لعبة أكشن وتصويب من منظور ثنائي الأبعاد مثل لعبة Contra، ولكن اختياره للمنظور العلوي لاحقًا جاء بسبب رغبته في تقديم منظور يتيح للاعب تقييم محيطه ومراقبة حركة الأعداء،وهو الشيء الذي تقوم عليه اللعبة. أهم آلية لعب وقتها كانت تفادي مجال رؤية الأعداء والذي نظر إليه أنه استغلال سابق لعصره للذكاء الاصطناعي، حيث كان رصد الأعداء لشخصية البطل رصدًا دقيقًا وسريعًا.
كوجيما قال أيضًا أن لعبة Metal Gear استلهمت عناصرها المظهرية من أفلام أمريكية أيقونية، مثل The Great Escape و Escape from New York، كما أن غلاف اللعبة مستوحى من فيلم Terminator
الغريب أن اللعبة استغرقت 19 عام من تاريخ إصدارها الأول حتى تصدر خارج اليابان، مع حلول ذلك الوقت كان كوجيما قد أصبح بالفعل شخصية مهمة لكونامي وواحد من أمهر صناع الألعاب اليابانيين في التاريخ، وهو ما ساهم في نمو السلسلة مع الوقت وتحولها إلى Metal Gear Solid، وهي سلسلة ألعاب تخفي ثلاثية الأبعاد بدأت على بلايستيشن بموجب اتفاق بين كونامي وسوني.
الآن ومع مرور كل هذه السنوات، من الجيد أن اللاعبين لازالوا يستطيعون لعب هذه الألعاب الكلاسيكية من خلال إصدارة Metal Gear Solid Master Collection V1، وهو إصدار يجمع مجموعة كبيرة من إصدارات ميتال جير وميتال جير سوليد في لعبة واحدة.
الآن وبعد 37 عام من بدء السلسلة، تحول كوجيما إلى أيقونة في صناعة الألعاب ورجل يتوقع منع الجميع أفكارًا جديدة بشكل مستمر، ولكن هل يمكنكم أن تتخيلوا معي لو أن الإداريين في كونامي لم يقتنعوا بفكرته وقرروا إلغائها؟ يجعلني هذا التساءل أفكر، كم من كوجيما يعيش بيننا ويتم ألغاء ألعابه فقط لأن المديرين لم يقتنعوا بها بما يكفي؟
كان هذا كل شيء لليوم، وإلى اللقاء في مقالة جديدة من سلسلة “من الذاكرة” في وقت لاحق.