مضى وقت منذ حصولنا على لعبة زيلدا بنظامها الكلاسيكي، آخر الألعاب كانت مغامرة لينك بلعبة The Legend of Zelda: A Link Between Worlds التي صدرت لجهاز الننتندو 3DS بالعام 2013 ومنذ ذلك الوقت ظلت السلسلة حصرية مع البعد الثالث حتى صدور ريميك لعبة The Legend of Zelda: Link’s Awakening بالعام 2019 للننتندو سويتش ولكنها كانت نسخة ريميك فقط وليست لعبة جديدة، بوقت ما من العام الحالي قامت ننتندو بمفاجئة اللاعبين بالكشف عن لعبة The Legend of Zelda: Echoes of Wisdom وبالعودة لأسلوب العاب زيلدا الكلاسيكية ولكن المختلف هذه المرة أننا سنخوض المغامرة باستخدام الأميرة زيلدا بطلة اللعبة بدلا من “لينك” البطل المعتاد لها وتستغني ننتندو و فريق التطوير Grezzo عن أسلوب العاب الاكشن وتقمص الأدوار واستبداله بلعبة تعتمد على الإبداع والأفكار مع خاصية “النسخ” التي تعتمدها الاميرة زيلدا من خلال المغامرة بنسخ كل شيء باللعبة من أعداء و أدوات وغير ذلك واستخدام كل تلك الأشياء المنسوخة لحل الألغاز ومواجهة الأعداء وهذا الامر سيعطي للاعبين خيارات كبيرة جدا وقد أبالغ ان قلت غير منتهية للتفكير بالطريق الأنسب لهم للتقدم باللعبة.
تبدأ اللعبة بمشهد ملحمي بقتال لينك مع جانون ولكن ينتهي المشهد بدخول لينك بصدع بالأرض قبل أن يحرر الاميرة زيلدا من سجنها ومن هنا تبدأ الأميرة رحلتها لانقاذ لينك وانقاذ مملكة هايرول من تلك الصدوع التي باتت تنتشر فيها، الصدع أو الـRift هو عدو العالم هنا فكل شخص يسقط قيه يتحول لشخص شرير وكذلك الأمر مع الأعداء الذين يسقطون فيه ويصبحون أكثر قوة وضراوة ولذلك بهذه المغامرة علينا معرفة سر تلك الصدوع ومن يقف خلفها وتخليص مملكة هايرول من تلك الكارثة.
الاميرة زيلدا تجد نفسها سريعا بوضع سيئ مع وصول الصدوع لقصر الحكم بمملكة هايرول، هنا تجد زيلدا نفسها حبيسة لسجون القصر قبل ان يأتي لمساعدتها نجم غريب اسمه Tri يملك خاصية مميزة وهي القدرة على “النسخ” وهذه القدرة هي مفتاح اللعبة، زيلدا سريعا ما تتملك هذه القدرة وبها تستطيع نسخ الأشياء، وعندما أقول أشياء أعني كل شيء تقريبا بعالم اللعبة من أدوات وأعداء وغير ذلك، فعلى سبيل المثال وجدت سريرا بات بإمكانك الان نسخه واستخدام السرير اما للنوم عليه لتعبئة طاقتك أو حتى ليصبح طريقا لك بين المنصات، وجدت عدوا قويا بإمكانك نسخه وبعد ذلك استخدامه للقتال بدلا عنك، هنا تأتي أفكار اللعبة المتعددة فمعظم الألغاز داخل اللعبة تعتمد على تفكيرك بإيجاد الحلول عبر الأشياء التي قمت بنسخها وغالبا ستجد أن الأشياء التي نسختها بالمنطقة ما هي مفتاح الحل ولكن بمرات أخرى ستجد ان الحل يأتي من أشياء قمت بنسخها من بداية اللعبة.
هذا الأمر يعطي اللعبة تنوعا رهيبا بطريقة حل الألغاز ولا أعتقد أن شخصين سيلعبان هذه اللعبة بنفس الطريقة، حقيقة في بعض المرات أجد نفسي عالقا بلغز ما وأقوم بحله بفكرة قد تكون “غبية” ولكنها الأسهل بالنسبة لي بدلا من استخدام كافة الأدوات وهذه اللعبة هي المرة الأولى التي أجد نفسي استخدام السرير فيها كثير لحل الألغاز والوصول للأماكن البعيدة، بالتأكيد النسخ أو عدد مرات استخدام الجسم المنسوخ هي محدودة بمدى قدرة المساعد لك بالمغامرة Tri فهو يملك مقدار طاقة و كل شيء تنسخه باللعبة يستهلك جزء منها فعلى سبيل المثال الوحوش ببداية اللعبة يستخدمون نجمة واحدة فقط بينما تصل الوحوش القوية بنهاية اللعبة لخمس نجوم وهي كامل طاقة شخصية Tri ولذلك تجده قادرا على ان يبعث بخمس وحوش ضعيفة بوقت واحد ولكن وحش واحد قوي فقط، و بإمكانك تطوير قوة Tri عبر جمع بعض الكنوز الخاصة التي تساعدك ليس فقط بتطوير قدرته ولكن أيضا بتطوير قدرات الأميرة نفسها أيضا.
حتى الاميرة زيلدا وبعد برهة من اللعبة ستكتسب خاصية استخدام قدرات شخصية لينك القتالية ولكن بشكل محدود أو بعداد طاقة خاصة لذلك وبإمكانك تطوير ذلك اثناء المغامرة لتزداد فترة استخدام لقدرات لينك القتالية، اللعبة ورغم انها تبدو ظريفة بمظهرها العام ولكن لا يخدعكم ذلك فالقصة سوداوية جدا وكذلك الألغاز، بعد أول خندق باللعبة ستشعر انك امام مهمة سهلة ولعبة بسيطة ولكن ذلك أبعد ما يكون عن الواقع فاللعبة تحمل معها العديد من الألغاز المعقدة والتي ستتحدى مهاراتك بشكل كبير و ستجد نفسك عالقا وتفكر بأي من الأدوات التي يتوجب عليك استخدامها للتقدم وحل تلك الألغاز، هنا قد أتحدث عن واحدة من عيوب اللعبة، فمع تقدمك فيها تزداد قائمة الأشياء المنسوخة لديك بشكل كبير وبكونك تعتمد كليا على استخدام ميزة النسخ بالمغامرة فستجد نفسك تتنقل ما بين قائمة طويلة كل مرة للأشياء المنسوخة وبعض الأحيان يكون الامر مزعجا وكاسرا لرتم اللعبة.
لنتحدث عن اللعبة بشكل عام، حسنا لعبة The Legend of Zelda: Echoes of Wisdom هي لعبة زيلدا كلاسيكية بكافة حذافيرها، ستجوب عالم هايرول طولا وعرضا وتتلقي بالزورا و القوران و الدوكوز وأهل الصحراء وغيرهم من شعب مملكة هايرول و الاجمل هنا هي تلك الخنادق الكلاسيكية التي يتوجب عليك حل الغازها ومواجهة زعماءها للتقدم باللعبة وتبدع اللعبة بكافة عناصر العاب زيلدا الكلاسيكية فرغم وجود خندق الماء “الذي لا أحبه عادة بألعاب زيلدا” ولكنه ممتع هنا ككل الخنادق الأخرى واللعبة هي بحق رسالة حب لمحبي العاب زيلدا الكلاسيكية بكافة عناصرها.
تقدم اللعبة رسوما تحاكي ريميك لعبة The Legend of Zelda: Link’s Awakening من ناحية التصاميم وشخصيا تمنيت ان تكون هنالك تفاصيل أكثر للأميرة زيلدا فهي باتت تشبه شخصيات الـMii بشكل يفقدها جمالها المعتاد، حسنا اللعبة تبدو جميلة بصريا ولكن هنالك بعض التباطء بسرعة الإطارات تلاحظه عند الانتقال ما بين المناطق ولكنه لا يؤثر أبدا على اللعبة نفسها، الموسيقى اللعبة هي خليط ما بين موسيقى زيلدا الكلاسيكية ولكن بألحان مطورة وأيضا الموسيقى الجديدة وحقيقة تقدم اللعبة نفسها بشكل ممتاز بالقسم الموسيقى فهنالك الكثير من الألحان الجميلة وكذلك الريمكسات المميزة للألحان الكلاسيكية ولا يوجد أي تمثيل صوتي للعبة.
بعيدا عن المغامرة الرئيسية هنالك الكثير لاستكشافه باللعبة، الكثير من المهام الجانبية والقصص الفرعية والأسرار وبالتأكيد جمع القلوب و الطاقة وغيرها من الأشياء التي تعطي هذه اللعبة محتوى كبير جدا، بإمكانكم انهاء القصة الرئيسية خلال فترة 20-25 ساعة و ستحتاجون لنفس العدد من الساعات للحصول على كل شيء بهذه المغامرة، لعبة The Legend of Zelda: Echoes of Wisdom هي مغامرة ممتعة جدا تقدم معها أفكارا مميزة وحرية كبيرة للاعبين لطريقة التقدم وحل الألغاز ومواجهة الأعداء ومع قصة مثيرة تزداد حماسا خصوصا بالنصف الأخير من اللعبة، ستجول مملكة هايرول بكافة جوانبها وتعيش تجربة أعتبرها شخصيا خير ختامية لجيل ذهبي لشركة ننتندو مع السويتش فهذه التجربة التي لم أكن متحمسا لها كثير قبل تجربتها ولكني خرجت بتجربة واحدة من أكثر العاب العام متعة وتميزا.
تمت مراجعة لعبة The Legend of Zelda: Echoes of Wisdom بنسخة ننتندو سويتش وفرتها لنا الشركة الناشرة قبل صدور اللعبة بالأسواق