عودة القنفذ الأزرق الشهير حامل لواء الزرقاء سيجا مع الحلقة الثانية، هذه اللعبة تحاول أن تقدم الكثير من اللمحات الكلاسيكية مع عودة الثعلب الظريف تيلز و سونيك الحديدي Metal Sonic من لعبة Sonic CD، عشاق السلسلة انتظروا هذه الحلقة بفارغ الصبر لمعرفة كيف سيتم التعامل مع الشكاوي التي طرحها اللاعبون على الإصدارة السابقة، و لمعرفة فيما إذا كانت سيجا قادرة حقا على تقديم لعبة سونيك كلاسيكية من جديد و هل تستحق اللعبة أن تحمل الرقم 4 ؟ ها هي الحلقة الثانية تصل إلى معامل تروجيمنج و ها نحن نقدم لكم هذه المراجعة.
يقوم بتطوير الحلقة الثانية من اللعبة نفس الفريق الذي طوّر الحلقة الأولى وهو فريق Dimps، هذا الفريق لديه تجربة و خبرة طويلة مع ألعاب سونيك ثنائية الأبعاد بعد أن جلب لنا ثلاثية سونيك أدفانس و ثنائية سونيك رش على الننتندو DS، بصراحة مشكلة هذه الألعاب كانت اعتمادها الكبير على “الركض” بدلا من عوامل ألعاب المنصات الممتعة في ألعاب سونيك الأصلية و رغم أنها تقدم متعة جيدة إلا أنها ألعاب سهلة جدا و لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال مع ألعاب الجنسس الرائعة، يمكننا أن نقول بأن هذه العيوب ظهرت أيضا في الحلقة الأولى من سونيك4، و هي اللعبة التي كان من المفترض أن تعيد إحياء سلسلة سونيك بشكلها الكلاسيكي لكن فريق ديمبس لم يتمكن أبدا من محاكاة عبقرية يوجي ناكا و رفاقه القدامى في سونيك تيم.
سونيك4 امتلكت نقاطا جيدة و هذه النقاط استمرت في الجزء الجديد أيضا، الأسلوب الفني المتبع في الرسوميات يقتبس أجواء الألعاب القديمة بشكل عصري و هذا الأمر يستمر مجددا مع الحلقة الثانية ( حسنا، أعرف أن الكثير من محبي سونيك لا زالوا ينتقدون النموذج الجديد لسونيك و دكتور إيجمان بدلا من روبوتنيك ! ) وهناك أيضا الموسيقى الرائعة من الملحن القديم جن سينو وهو أحد الملحنين لسونيك3 الأصلية، ألحان سينو تقتبس روح ألعاب الجنسس مجددا في الحلقة الثانية و تستمر بشكل جيد للغاية بالرغم من أننا نعيب التوزيع الموسيقي على الألحان، حيث أن طابع التكنو الغريب الذي تحصل عليه الموسيقى يبعدها كثيرا عن نكهة الـ16-بت التي تحاكيها اللعبة، كما أن بعض الألحان قصيرة جدا و تتكرر سريعا.
و من ناحية أخرى فإن عيوب سونيك4 تم العمل عليها كثيرا في الحلقة الثانية و أعترف بأن اللعبة فاجأتني قليلا هنا، معارك الزعماء تحسنت كثيرا عن الجزء السابق و أصبحت أكثر تحدي و ابتكارية و ان كانت أحيانا أطول من اللازم، تصميم المراحل وهو النقطة الأهم أيضا حصل على نصيبه من التحسين حيث أن المراحل أطول من السابق بشكل ملحوظ، مستوى الصعوبة أكبر من السابق و لن تتمكن من إنهاء اللعبة مع الحصول على أكثر من 100 دور كما حصل في الإصدارة السابقة.
لنبدأ الحديث عن اللعبة فعليا، طريقة اللعب الأساسية في سونيك معروفة للجميع و هي طريقة بسيطة للغاية فهي لعبة منصات تعتمد على الركض السريع لتجاوز العوائق، بالطبع يحصل سونيك خلال مراحل اللعب على المقويّات مثل فقاعة الحماية الخضراء أو النجوم المتلألئة التي تجعله منيعا لفترة قصيرة من الزمن ( كما هي النجمة في ألعاب سوبر ماريو ) .. حسنا ليس هذا فقط و انما حصل سونيك أيضا في الجزء الرابع على هجمات Homing Attack الطائرة و التي تقوم بتحديد العدو أو الأداة على الشاشة و الوصول إليه عن طريق ضغطة زر واحدة، هذه الهجمة نقلت إلى سونيك من الألعاب ثلاثية الأبعاد و بصدق فهي لم تعجبني كثيرا و شعرت بأنها إضافة غير ضرورية و تجعل من اللعبة أسهل من اللازم، حسنا سونيك الان في عام 2012 و لذلك لا بد له من الحصول على المزيد من المهارات أيضا، حيث شكلت عودة الثعلب ذي الأذيال المروحية تيلز فرصة لإضافة المزيد من الحيل إلى سونيك، يمكن الان لسونيك و تيلز تنفيذ هجمة دورانية ساحقة لتكسير بعض الحواجز على الشاشة، كما يمكن الان استخدام تيلز للطيران فترة محدودة ! و لكن مهلا .. إضافة الطيران عن طريق تيلز تجعل من تفادي بعض القفزات المميتة أسهل من السابق، أكثر من مرة أجد نفسي على وشك الخسارة و أجد نفسي أعود للأعلى ببساطة عن طريق هذه القدرة الجديدة ..
و لكن مهلا هذا لا يعني بأن مستوى التحدي في غاية السهولة كالسابق، بداية ليست هناك طريقة رخيصة للحصول على الأرواح كما كانت مرحلة الكازينو، كما يمكنكم الملاحظة بأن مستوى الصعوبة قد ازداد بشكل ملحوظ عن السابق ! هنالك المزيد من القفزات المميتة التي سيتم تنبيهك بوجودها هذه المرة مع علامة تحذير حمراء، كما أن الأعداء أصعب من السابق و أيضا أصبحت المراحل أطول بكثير ! و هذا أمر جيد فالمراحل في الحلقة الأولى كانت تنتهي قبل أن تبدأ.
العوالم في الحلقة الأولى كانت منسوخة بشكل كلي من الألعاب السابقة، في الحلقة الثانية هناك المزيد من الاقتباس لألعاب الجنسس و لكن أيضا لدينا المزيد من التنويع في الأفكار و التجديد في محتوى المراحل ! فلدينا على سبيل المثال مرحلة على سكة لعبة الرولركوستر الشهيرة وهناك مرحلة أخرى تحت ضوء القمر و هي رائعة و أعتبرها الأجمل من الناحية الفنية في اللعبة، بالرغم من ذلك أستطيع أن أقول بأن هذه المراحل لا يمكن لها أن تضاهي البراعة الهائلة في تصميم مراحل ألعاب الجنسس و ابتكاريتها، ستلعب بها لبضعة مرات و بعد ذلك ستغلقها و تعود إلى لعب سونيك2 أو 3 مجددا للمرة المئة .. و ذلك لأن المراحل في ألعاب سونيك الحديثة تبدو متشابهة في التصميم بشكل كبير و تفتقد إلى اللمسة الإبداعية لألعاب المصمم العملاق يوجي ناكا، حيث نذكر أن المصمم الرائع الآخر هيروكازو ياسوهارا وهو مصمم مظلوم تاريخيا و لا يعرفه الكثير من عشاق سيجا، بالرغم من أن هذا المصمم هو المسؤول عن تصميم طريقة اللعب و المراحل في كافة ألعاب سونيك القديمة و هذا يثبت العبقرية المطلقة لهذا الرجل، حسنا السيد ياسوهارا حاليا يعمل مع فريق نوتي دوج وهو أحد المصممين الرئيسيين لثلاثية أنشارتد، نعم صدّق ذلك.
يجدر بنا الحديث عن خاصية إضافية تتمتع بها اللعبة و هي خاصة بملاك الحلقة الأولى حيث ستفتح لهم اللعبة 4 مراحل إضافية خاصة بميتال سونيك، المراحل الأربعة مستوحاة من الحلقة الأولى بالكامل و حتى ان الموسيقى أيضا مكررة من الحلقة الأولى، إلا أن هذه المراحل جيدة و تحتوي على مستوى تحدي جيد و ربما تكون أصعب حتى من مراحل اللعبة الرئيسية، لكننا كنا نرغب بالمزيد من التحدي يا سيجا ! على سبيل المثال لعبة دونكي كونج كونتري الجديدة على الوي منحتني متعة هائلة بمستوى التحدي العالي الذي ميّز ألعاب المنصات الجميلة التي كانت تصدر في التسعينات، و لكن لا بأس على أية حال، اللعبة تحتوي على المراحل الخاصة بالطبع و التي تم تقديمها بشكل جيد عبر الأنابيب الكلاسيكية إياها، كما تتيح اللعبة إمكانية اللعب التعاوني بين سونيك و تيلز.
حسنا لا يمكن لك أن تشتكي من المستوى الرسومي في سونيك4 الحلقة الثانية، ربما لا زالت فيزيائية سونيك تعاني من بعض المشاكل و لم تنجح تماما في محاكاة فيزيائية “البينبول” التي كانت تقدمها ألعاب سونيك سابقا، لكن المراحل تبدو جميلة حتما، و ستلاحظ الكثير من اللمسات الجميلة في الإضاءة من حيث الإشعاع و بريق الأضواء، أما الموسيقى فهي جيدة أيضا و اذا كنت من محبي ألعاب الحلقة الأولى إجمالا ستعجبك هذه بلا شك، و لحن مرحلة ضوء القمر هو المفضل لدي و ذكرني مجددا بكلاسيكيات التسعينات الرائعة ! أما المؤثرات الصوتية فهي تعود بالكامل كما عهدتها منذ الجنسس و هذا أيضا يثير الكثير من الشجون .
في النهاية، لا أملك سوى أن اقول بأنني نصف راض عن الحلقة الثانية، لكن هذا تقدم عظيم مع ألعاب سونيك الجديدة و التي لم أستسغ أيا منها منذ سنوات، للمرة الأولى منذ سنوات طويلة أشعر بأن لعبة جديدة لسونيك تحمل نكهة السلسلة بشكل حقيقي، رغم بعض المنغصات التي منعت هذه اللعبة من الوصول لمراحل أعلى مما هي عليه، لكنها حتما أفضل لعبة ثنائية الأبعاد لسونيك منذ أيام الجنسس، نعم إنها أفضل من سونيك أدفانس و سونيك رش بلا شك، إنها أكثر قربا من روح ألعاب سونيك من أي وقت مضى، الحلقة الثانية خضعت للكثير من التعديلات و العمليات الجراحية حتى تتفوق على الجزء الأول و هي تنجح في هذه المهمة بالتأكيد.