رأينا العديد من الألعاب التي حاولت رفع طرفية البلاي ستيشن Move و لكن بالنسبة لي كلاعب محترف هذه مجرد محاولات بائسة، لا أنكر بأن هنالك العاب إستفادت من هذه الطرفية مثل Resistance 3 و Kilzone 3 و كان اللعب بالطرفية ممتع نوعا ما. و لكن إن قامت سوني ببناء لعبة كاملة تعمل على البلاي ستيشن Move و مختلفة عن باقي العاب التسلية و المسبطة و التي تملك العديد من الألعاب الصغيرة، السؤال يطرح نفسه هل هذا المشروع سيكون لائق لهذه الطرفية؟
لم أقتنع يوما بهذه الطرفيات و لطالما نظرت لهم كمجرد محاولة من الشركات لكسب دخل زائد، و لكن الحقيقة بأنها ممتعة و بعد تجربتي لهذه الطرفيات أيقنت بأنها تملك أفكار رائعة و لكن لم نراها بمنتج جاد و له قدرة على النجاح. سوني تقدم لنا هذه المرة لعبة للبلاي ستيشن موف و مبنية بشكل كامل على الطرفية، لعبة سورسري تأخذك نحو مغامرة بعالم السحرة و ستبدأ الأحداث بعد أن تقوم الشخصية الرئيسية المدعوة بـFinn بالتطفل و هو شاب في بداية عمرة من النوع المتهور و الذي تريد بركله في مؤخرته.
يقوم فن بالتطفل على عصاة الساحر من قريتهم و بعدها سيبدأ في مغامرة بعدما كسر أحد خلطات الساحر و أراد البحث عن مكوناتها و عندها سيكتشف العالم الحقيقي عالم السحر. ستبدأ القصة و الأحداث بعد أن يكتشف الشخصية بأن قريته تحت الهجوم بسبب الشخصية المساندة و هي إيرلين “القطة” و لكن لماذا يبدأ الهجوم على القرية بسبب إيرلين؟ من يريدها؟ إكتشفوا ذلك بأحداث لعبة سورسيري.
قصة اللعبة و الشخصيات لم تكن كما أتوقعها و لكن لن أستطيع أن ألومها لأنها مقدمة للأطفال بشكل كامل و ستشعر بأنك تخطيت مرحلة تقبل هذه الأحداث و الشخصيات، و لكن إن كنت متأمل بأن أسلوب اللعب سيغطي هذا الجزء من اللعبة و سيقدم لك تجربة جميلة إنتقل للفقرة التالية لتأخذ الصورة الكاملة عن ما تقدمه اللعبة.
تأخذك اللعبة نحو عالم سيذكرك كثيرا بقصص السحر الشهيرة و بتصاميم بيئة لها طابع أوروبي، تصاميم البيئة في اللعبة متناقضة نوعا ما، ستراها جيدة في أوقات و لكنها بلا طعم أو حيوية، لن تستمتع بالنظر إليها أو حتى التنقل بينها، و قد تتكرر البيئة كثيرا في اللعبة و لن تشعر بالإبداع في التصميم. كون اللعبة تقتبس من عالم السحرة كان من المفترض أن نرى تصاميم بيئة إبداعية و تسرد لنا عالم السحرة بشكل أفضل و لكن للأسف لا أرى أي شيء من هذا القبيل. و الأمر ذاته مع رسوم الشخصيات الأكثر من عادية و لكن ماذا تتوقع؟ سيحتمي المطور تحت درع “إنها لعبة للبلاي ستيشن موف”.
تقدم اللعبة صوتيات لا بأس بها، من ناحية التمثيل الصوتي لا تتوقع الكثير كون اللعبة لا تملك تلك القصة القوية التي تتطلب سرد مميز و لكن مجرد محادثات بين فن و إلرلين، و باقي الشخصيات تمثيلها جيد. و لكن من ناحية الألحان سنجد بعض المقطوعات المميزة سواء أثناء القتال أو باقي المقطوعات التي ستجدها مبعثرة بباقي تجربتك.
من الواضح طريقة تحكم اللعبة أليس كذلك؟ لعبة سحرة، و بطل يملك عصاة سحرية فماذا تتوقع؟ مجرد تشغيل طرفية البلاي ستيشن موف و هي الأداة الرسمية “المضيئة” و الأخرى الذي يدعوها عمر العمودي “الأنلوجية” التي تمثل عصاة التحكم. ببساطة بمجرد حركة نحو الكاميرا ستلتقط اللعبة الأمر وستطلق النيران من العصاة، تحكم اللعبة سلس و سريع و ممتع أيضا، فالإستجابة و طريقة رمي التعوذيات سريعة. تستطيع الهجوم بشكل مباشر على الأعداء أو حتى جعل التعوذيات تأتيهم حتى أثناء إختبائهم، قم بلف يدك قليلا أثناء رمي التعوذية و ستلاحظ بأنها تصل للعدو حتى أثناء إختبائه.
كلما تقدمت في اللعبة كلما ستحصل على قدرات و تعوذيات جديدة، هنالك الثلج و النار و البرق و الهواء حتى الأرض و كلها تشكل حركات كثيرة تستطيع إستخدامها على الأعداء. لم تقتصر اللعبة على تقديم هجمات فقط و لكن صنعها و تجهيزها و إطاح العدو بها.
تستطيع إن تقدمت في اللعبة الحصول على قدرات منوعة مثلها القيام بإعصار، هذا الإعصار لن تقوم بضغط الأزرار لكي تنتجه بل بتحريك العصا على شكل دائري من الأسفل للأعلى لكي تقوم بإنتاجه و الجميل في الأمر خلط هذا الإعصار بباقي القوى، عنصر الهواء من المعروف أنه يتضاعف مع النار و يزيد قوتها أيضا، تستطيع القيام بحد بينك و بين الأعداء عبر وضع خط ناري لن يستطيعون التقدم من خلاله من دون أن يتأثرون، إن قمت بهذا الخط تستطيع القيام بإعصار لكي يلتهم هذ النار و يجعل من نفسه إعصار ناري كبير سيمتص الأعداء و يرسلهم الى حتفهم.
تملك اللعبة قتال زعماء ممتع و لكنه سهل نوعا ما، و لكن ستزداد اللعبة متعة إن قمت بإستخدام القدرات بشكل رائع و خلطها لتكوين هجمات قوية و تهزم الأعداء فيها، نصيحتي لمن يريد متعة أفضل أن يختار مستوى صعوبة عالية.
لن تتنوع اللعبة كثيرا في مهامها، فكل ماستجده امامك أعداء بشكل كبير و بعض المهام الأخرى مثل تحويل نفسك الى فأر أو شيء مشابه للدخول للأماكن الضيقة، نعم تحويل نفسك الى فأر نحن نتحدث عن سحرة هنا! تستطيع أن تقوم بإصلاح بعض الأماكن التي ستقودك لشيء معين مثل الأدراج و السلالم عن طريقة عمل حركة دائرية بمعصمك و ستلحها، و أيضا تستطيع فتح الصناديق بحركة عشوائية أمام الصندوق و هنا تبدع اللعبة بإعطائك شعور ساحر فعلي.
بعيدا عن الهجمات و أسلوب لعب هنالك جانب أخر و هو صنع الخلطات السحرية، نعم أنت لا تحتاج معدات لفعلها و ليس هنالك وصفات معينة يجب أن تعرفها قم بالخلط و أخرج مع مشروب طاقة. هنالك أحد الأشخاص الذي ستقابله كثيرا في اللعبة و يملك معه صندوق في ظهره من خلالة تقوم بإستخراج المعدات و القيام بها، تخيل نفسك تقوم بطبخ حساء بقدر كبير، كيف ستقوم بخلط البهارات؟ باطبع بمعلقة كبيرة و لكن هنا ستقوم بخلط هذه المشروبات مع باقي الخلطات و ستستخدم أداة التحكم كالملعقة و تقوم بخلطها لكي تنضج، و الممتع في الأمر بعض البهارات ستقوم بإضافتها و كأنك تضيف الملح الى السلطة، بالفعل العبة أتقنت بإعطائك دور الساحر.
نهايتا لم تكن سورسري اللعبة التي قد تجذبك من أول نظرة نظرا لفقدانها للعديد من المقومات للنجاح مثل عمر طويل للعبة “ستنهيها في أقل من 6 ساعات” و رسوم جيدة و شخصيات وقصة جيدة و لكن مايميز اللعبة الطابع السحري بها و متعة اللعب رغم أنه محدود و لا يملك دافع يجعلك تقوم بالرجوع للعبة بعد إنهائها.
