قليلة هي العاب الهاردكور التي تنجح على الوي, وقليلة هي العاب فريق قراسهوبر التي تحقق نفس المعادلة على أي جهاز ولكن استطاعت لعبة No More Heroes أن تكسر هذا الحاجز وتحقق النجاح بجزئها الأول والأن نرى ثمار هذا النجاح بعودة شخصية ترافيس تتشداون مجددا لمدينة سانتا ديستوري بعد ثلاثة سنوات منذ مغامرته الأولى.
لعبة نو مور هيروز الأولى تميزت بكونها واحدة من أوائل العاب الاكشن على الوي التي تستخدم الموشن بشكل ممتاز, فالفريق المطور أدرك تماما أن عملية هز الريموت لتنفيذ الضربات كما كان الحال مع معظم العاب هذى الفئة على الجهاز غير مجدي ومتعب للغاية فأختار فكرة دمج اللعب الكلاسيكي لألعاب قتال الأرصة بالضغط على زر واحد فقط لتنفيذ الضربات وأستخدام الموشن لتفيذ الضربة الأخيرة للقضاء على الخصم ولاقت اللعبة قبولا جيدا من النقاد واللاعبين لما قدمته اللعبة من قصة مسلية وشخصيات غريبة ونظام لعب متميز, هذة المرة يعود ترافيس وفريق قراسهوبر بالجزء الثاني للعبة مع مخرج جديد بعد تنحي سودا 51 من منصب المخرج الرئيسي وفترة تطوير طويلة نوعا ما, لنتعرف إذا على نتيجة هذا العمل.
تطويرات اللعبة
حسنا ماذا قدمت اللعبة بجزئها الثاني من أفكار جديدة, لنتحدث أولا عن اللعب والتحكم, اللعبة حافظت على نفس نظام التحكم للجزء الاول حيث تستخدم زر الـA لتنفيذ ضربات السيف وزر الـB لتنفيذ الركلات ومسك الأعداء لتنفيذ المسكات المستوحاة من عالم المصارعة عند إصابتهم بالدوار, الموشن ظل لتنفيذ الضربات القاتله أو ضربات إنهاء الخصم وزر الـZ يستخدم لتحديد العدو وزر C للتحكم بالكاميرا, الجديد هنا هو إستخدام زر الـ- لتنفيذ ضربات قوية خاصة عندما يمتلئ مقدار القوة الخاصة (تم تصميمه على شكل نمر) بحيث تهزم جميع الأعداء بضربة واحدة, أيضا من الإضافات الجديدة على اللعبة هو قدرة ترافيس للتحول إلى نمر في حال أمتلئ مقدار الطاقة الخاصه لأقصى حد وستشاهد الأعداء يهربون منك حتى تنتهي فترة التحول وهنالك أيضا خيار الحظ حين تهزم الأعداء وتظهر لك ثلاثة صور وأن تشابهت ستحصل على ضربة خاصة مثل إطلاق النيران او نظام الضربات المتتالي (كومبو) بشكل متواصل لكل الأعداء.
من الإضافات الجديد أيضا التي تقدمها اللعبة القدرة على إستخدام سيفين بدلا من واحد فقط مما يفتح الباب لتنفيذ ضربات متتالية (كومبو) بشكل أطول, وكذلك تم إضافة المزيد من مسكات المصارعة المختلفة التي تجمعها عبر اللعبة.
واحدة من أهم التغييرات التي جرت باللعبة هي نظام التنقل بالمدينة, بالجزء الماضي كان على شخصية ترافيس أن يقود دراجته النارية من مكان لمكان عبر المدينة وقد واجه الفريق عدة إنتقادات بهذا الجانب حيث كانت المدينة مملة وتخلو من الحياة في أغلب أركانها ولاننسى مشاكل هبوط معدل الإطارات الذي شاهدناها كثيرا عند التنقل, الفريق كما يبدو قد استمع لأراء اللاعبين وأختار إزالة كل هذا عبر تقديم المدينة بشكل خريطة تختار المكان الذي تريد الذهاب إليه عبر الضغط عليه فقط.
إدرك تماما أن الفريق قدم هذا الشئ لحل مشكلة إنتقادات الجزء الأول, ولكن للأسف لم يكن هذا هو الحل الأمثل باللعبة حيث بدت اللعبة وكأنها شاشات أوامر متلاحقة ومهمات تقوم بتنفيذها تباعا! قد لايبدو الامر سيئا للبعض ولكن أفقد اللعبة جزءا كبيرا من عملية التجوال وفتح صناديق القمامة لتجميع الملابس المختلفة والأموال وتنفيذ المهام الجانبية وحتى الميني جيمز التي تقوم بها لجمع الاموال لشراء الأدوات الجديدة, بهذا الجزء عليك فقط بالضغط على المكان الذي ترغب بالذهاب إليه وينتهي كل شئ.
أيضا واحدة من أهم الإنتقادات التي واجهت فريق قراسهوبر بالجزء الأول كانت بالميني جيمز, فلعبة صيد العقارب وتجميع جوز الهند وغيرها كانت مملة بعض الشئ وأستغنى عنها الفريق هنا بشكل ذكي ومميز حيث تم إضافة 8 العاب ميني جيمز مبنية على شكل العاب ثنائية الأبعاد برسوم كلاسيكية جدا, الألعاب تتنوع مابين صيد الحشرات بطريقة شبية للعبة باك مان وشواء اللحم بحسب طلب الزبون وتجميع جوز الهند عبر ضرب النخل وترقب مكان سقوطه وأفكار اخرى كانت بحق واحدة من الأفكار الممتازه التي قدمها الفريق حيث وجدت نفسي أقضي وقتا طويلا مع هذة الألعاب ليس فقط لتجميع المال باللعبة ولكن لانها مسلية جدا في غالبيتها.
كما كان الحال مع الجزء الاول بأمكانك تغيير ملابس ترافيس عبر الذهاب إلى المتجر لشراء ملابس جديدة وهنالك أيضا النادي الرياضي الذي يقدم ميني جيمز خاصة بها لتقوية شخصيتك من حيث الإحتمال وقوة الضربات (ولكن للأسف لم يوفق الفريق كثيرا هنا بالألعاب التي اختارها حيث وجدتها مملة وتستهلك قدرا كبيرا من المال), أيضا واحدة من الإضافات الجديدة باللعبة تم بنائها بفكرة مثيرة جدا, شخصية ترافيس هي كما يقال عنها (اوتاكو) أي شخص مهووس بالألعاب والانيمي والمانقا ومن خلال اللعبة بإمكانك تشغيل شاشة التلفاز بشقة ترافيس لتلعب لعبة طائرات حربية ولكن بفتيات انيمي يحبهم ترافيس وأن فزت بالمراحل ستحصل على عروض انيمي لهذة الشخصيات وهي للتجميع فقط لاغير.
الجرافيكس تحسن والموسيقى للأسوء!
امتازت لعبة نو مو هيروز برسوم السيل شيدنق بجزئها الأول وهنا نكمل المسيرة بشكل أفضل حيث نشاهد المزيد من التفاصيل بكل شئ ولكن قد يعاب على اللعبة قلة الخيال كما كان مع الجزء الاول حيث نشاهد تصاميم أقل جاذبية من شخصيات الجزء الاول وستنسى معظمها بمجرد إنهائك للعبة, عدد الخصوم أيضا التي ستواجها بالمراحل العادية تحسن بشكل كبير وتأثيرات السيف مازالت جذابة وبالتأكيد الدماء ستشاهد شلالات منها باللعبة وأيضا ستلحظ بعض الهبوط بمعدل إطارات اللعبة ببعض المشاهد التي تروي القصة وكذلك مشكلة البوب اب (أختفاء بعض الأشياء حتى تقترب منها لتظهر من جديد).
الموسيقى على الجانب الآخر تأثرت كثيرا بغياب الملحن الرئيسي للجزء الاول Masafumi Takada الذي قدم عملا رائعا جدا وألحانا مثيرة باللعبة وحاول الملحن الجديد أن يعيد صياغة بعض الألحان بريميكس لها ولكن للأسف لم يستطيع تقديم أي شئ يستحق الذكر وغابت تلك اللحظات الحماسية التي كنت أستمتع بها باللحن الرئيسي للعبة بالجزء الاول, الأداء الصوتي للشخصيات كما كان الحال بالجزء الأول كان ممتازا باللعبة ويستحق فريق العمل الإشادة فعلا فقليل جدا من الألعاب التي نحصل فيها على تأدية صوت جيدة للشخصيات.
القصة جيدة ومشاكل اللعبة وعمرها الإفتراضي
تدور قصة الجزء الثاني بعد أحداث الجزء الاول بثلاث سنوات, ترافيس بعد أن أصبح القاتل المأجور رقم واحد بمدينة سانتا ديستوري ترك وظيفته وكل المجد مما أعتبره البعض إساءة لمنظمة القاتلين المأجورين حيث تم قتل واحد من أعز أصدقائه لإجباره للعودة إلى عالم الجريمة, يبدأ ترافيس رحلة العودة للمركز الأول بعد ان يناقش الأمر مع مديرة أعماله سيلفيا, الإختلاف الكبير هنا أن ترافيس لن يبدأ من المركز العاشر كما كان الحال مع الجزء الاول ولكن من المركز ال50 وعليه بهزيمة كل من يسبقه بالقائمة ليصل إلى القاتل الاول ويتعرف على الشخص الذي قتل صديقه.
فريق قراسهوير حاول أن يتفوق على نفسه بالجزء الثاني من اللعبة ولكن للأسف لم يوفق كثيرا بهذا المجال, غياب خريطة العالم نقطة تحسب ضد الفريق ولكنها ليست مشكلة كبيرة بقدر ماهو قادم, بأحدى مناطق اللعبة ستلعب بشخصية أخرى غير ترافيس وستكره هذا القسم من اللعبة بشكل كبير لسبب رئيسي وغريب نوعا ما وهو (القفز), حيث تملك هذة الشخصية القدرة على القفز وعليك بحل بعض الألغاز التي ستجبرك لضرب بعض الأشياء المعلقة بالجدران للتقدم باللعبة وستعاني الأمرين هنا لأن ميكانيكة اللعبة لم يتم بنائها أبدا لتتقبل فكرة قفز الشخصيات وستسقط مرار وتكرار من على منصات القفز مع أقل غلطة وستعيد المحاولة كثيرا حتى تتمكن من حل اللغز وصدقني ستفكر كثيرا برمي الريموت على الشاشة.
واحدة من عيوب اللعبة أيضا الإباحية المفرطة بالقصة بغير داعي وكذلك مواجهة الزعماء, حسنا تعتقد لكونك بالمركز ال50 فستواجه 50 زعيما او متسابقا قبلك باللعبة! للأسف عدد الأعداء الفعليين الذين ستواجهم لايتجاوز ال11-12 شخص فقط, ومع غياب عنصر التجول بالمدينة فستخرج بإنطباع أن هنالك شئ ناقص بهذة اللعبة ولن أتحدث عن جزئية قيادة الدراجة النارية بأحدى المهمات التي بحق أعتبرها واحدة من أسخف الأفكار التي شاهدتها مؤخرا بلعبة.
إجمالا اللعبة الرئيسية جيدة ولكن للأسف لاتشفع لها الإضافات وفترة التطوير الطويلة لتخرج بتجربة تتفوق على الجزء الاول, ويبدو أ غياب سودا 51 عن إخراج اللعبة قد أثر فعلا بكل شئ هنا حيث تباينت الأفكار الجديدة التي وضعت باللعبة مابين مسلية إلى تجربة سيئة لا أتمنى أن نراها بالجزء القادم أن وجد, بإمكانك إنهاء اللعبة أو القصة الرئيسية بقرابة الـ8-9 ساعات بدون الحصول على كل شئ وستأخذ وقتا أطول للحصول على كل الملابس وتحسين قوة ترافيس بالذهاب إلى النادي وبشكل مجمل اللعبة ليست صعبة أبدا.
No More Heroes 2: Desperate Struggle لعبة مسلية ولكن لم تتطور بشكل جيد مقارنة بالجزء الاول, فالكثير من الأفكار والتنفيذ كان عائقا باللعبة وأفقدها الكثير من شخصيتها, يبدو أن فريق قراسهوبر يدخر جهده للعبته القادمه مع شينجي ميكامي واليكترنيك ارتس حيث وفر الأسماء القوية بالفريق للمشروع الآخر.