قلّة هي التجارب التي تقدم مستويات رائعة و تحافظ على جمالها لعدة سنوات، لتستطيع تقديمها مرة أخرى بنفس التجربة و نفس المتعة التي قدمتها قبل أعوام! بعد مرور 11 عاماً على إصدار الجزء الأول من سلسلة Max Payne ذلك العمل الذي يشهد له الكثيرين كأفضل ماقدمه فريق Remedy المعروف حالياً خلف العنوان الجديد Alan Wake طوال مسيرته، تصلنا النسخة المعدلة للأجهزة اللوحية و الهواتف الذكية فهل إستطاعت الحفاظ على تألقها بعد مضي كل هذه السنوات؟ تابعوا قراءة المراجعة لتتعرفوا على الإجابة.
ماكس ذلك المحقق الشاب الذي لم يٌعطى الوقت الكافي للإستمتاع بحياته الهنيئة قبل أن تحّل عليه المصيبة و تصبح حياته أشبه بكابوس مزعج يتمنى الإستيقاظ منه بأقرب وقت ممكن و كأنه شيء لم يكن! من النادر وجود لعبة إطلاق نار تمتلك هذا العمق و الجودة من القصة، ومن النادر أن نجد لعبة إستطاعت تقديم الأجواء الكئيبة و السوداوية بهذا الشكل المتقن و الممتاز، وهذه إحدى العوامل التي تتميز بها Max Payne و التي تركت أثرها بقصة مثيرة مع حياة ماكس تأخدنا برحالها في فصول عديدة متنوعة ذات تأثير و إلهام لمتابعتها حتى النهاية.
قليلة التجارب المميزة ذات الإنطباع الخاص و المنفردة عن غيرها خاصة ما إذا تحدثنا عن ألعاب إطلاق النار و بهذا الجيل تحديداً، فكل ماعليك هو الإحتماء و إطلاق النار هنا و هناك و ثم المعاودة للإحتماء مرة أخرى و ملئ طاقتك و هكذا تكمل على نفس الموال حتى نهاية اللعبة! مللنا كثيراً من هذه التجارب، ربما كانت مميزة و ممتعة لكن سرعان ما أصبح نمطها مملاً و مستهلكاً! إن لم يكن لك تجارب سابقة مع Max Payne فليس عليك البحث طويلاً عن التجربة المسلية و إستعد لخوض تجربة جديدة بمذاق و نكهة مختلفة ستعجبك كثيراً رغم كونها ليست بمقاييس اليوم!
وهل تحتاج لمقاييس اليوم لتكون لعبة ممتازة؟ الجواب المختصر هو “لأ” ماكس بين متألقة حتى هذه اللحظة، بعيداً عن جميع ألعاب هذا النوع بهذا الجيل و التي تعتمد بشكل أساسي على الإختباء و تبادل إطلاق النار، عليك هنا الجري و القفز و إطلاق النار أي التصويب و التفادي و المراوغة و الحركة دوماً بالوقت ذاته دون الحاجة للتوقف و الإحتماء، فحتى لو أضافها فريق العمل سيكون وجودها شيء زائد لا طائل منه و لن تعتمد عليها بأي حال من الأحوال و من أجل الخوض بهذه التجربة المميزة.
تقنياً تطورت اللعبة بشكل ملحوظ عن النسخة الأصلية فأصبحت بالوضوح العالي و سترى روعة جمالها خاصة على الإيباد و الأجهزة اللوحية، لكن كما البيئة رائعة لن تعجبك تفاصيل وجوه الشخصيات خاصة الثانوية و التي تبدوا ممسوحة بالكامل أو قادمة من بداية عصر الكاميرا الثلاثية الأبعاد! من ناحية أخرى تمتاز هذه النسخة بمعدل إطارات ثابتة بأغلب الأوقات على الإيباد و تعاني من إنخفاض حاد على الأيبود تتش و بعض الهواتف الذكية خاصة عندما تشتد المعارك و يظهر العديد من الجنود أمام الشاشة، لذلك من الأفضل لعبها على الأجهزة اللوحية لتجنب هذا النوع من الإزعاجات والمشاكل.
من الأمور المختلفة بهذي النسخة “التحكم” والذي يعتمد كلياً على اللمس من خلال أزرار تظهر لك على الشاشة بحيث عليك الضغط عليها بالإضافة للأزرار الإضافية التي ستظهر لك بالمنتصف بين الحين و الأخر لفعل بعض الأمور كفتح مخازن و غيرها، الجميل هنا إن التحكم مشابه نوعاً ما للتحكم الإعتيادي على الأجهزة المنزلية بحيث أسفل زاوية اليسار تمثل الأنلوج الأيسر و العكس مع الجهة المقابلة لتحريك الكاميرا و الذي ستعينك كثيراً و بالوقت نفسه ستسبب لك بعض الصعوبات أثناء التصويب خلال عملية القفز و إبطاء الوقت! العلة أيضاً هنا تقارب أزرار التحكم من بعضها و حتى إن لم تخطأ بالضغط على زر أخر ربما ستحاول إطلاق النار ببعض الأحيان لكنك لم تضغط بدقة على الزر لتحرك الكاميرا بالغلط نتيجة عمل الأنلوجز بالأماكن الفارغة على الجانبين! أياً كان لاتقلق كثيراً بهذا الشأن فيمكنك تعديل البعض منه و الأخر الإعتياد عليه مع الوقت و تجنب الوقوع بالخطأ بأقل عدد ممكن خاصة ما إذا كنت تستخدم إحدى الأجهزة اللوحية و التي ستمنحك التجربة الأفضل.
تقدم اللعبة عدة مستويات لن تفتح لك إلا بعدما تقوم بإنهاء المستوى الأول و الذي سيستغرق منك 10 ساعات تقريباً، غير طور القصة لديك طور التدريب و الذي يعلمك على التحكم لن تستغرق فيه الكثير من الوقت، بجانب إلى إن روكستار أضافت بهذي النسخة خيار ينقلك فوراً لموقع Max Payne 3 الرسمي لمعرفة جديدها و جديد محتوياتها القادمة. كل هذا بقيمة 2,99$ عبر متجر أبل و الأندرويد الإلكتروني.