عندما تم الكشف لأول مرة عن دمج عوالم DC Comics مع عالم مورتال كومبات في لعبة واحدة اختلطت المشاعر لدى الجميع والغالبية اتفقت على أنها فكرة سيئة ولا تناسب أجواء سلسلة مورتال كومبات. قد تكون الفكرة ليست جديدة في ألعاب القتال ولكنها جريئة من دون شك، فخبر إعلان إصدارة جديدة من مورتال كومبات بحد ذاته يعتبر إرضاء لعشاق السلسلة بعد الإنحدار الشنيع بالأجزاء السابقة، فهل إستطاعت ميدواي الإرتقاء هذه المرة والتعلم من الأخطاء الماضية؟
بعيدا عن طور الآركيد الكلاسيكي المعروف، والذي يأخذ اللاعب تدريجيا نحو القمة حتى يصل للمعركة الأخيرة، تقدم اللعبة طور قصة مختلف قليلا عما تعودنا عليه. هنا بإمكانك رؤية القصة من منظورين، الأول منظور DC والثاني شخصيات مورتال كومبات. على عكس طور الآركيد، ليس بإمكانك إختيار الشخصية المرادة هنا، حيث اذا قمت بإختيار شخصيات DC على سبيل المثال ستلعب بجميع الشخصيات بالتدريج، كل شخصية لها فصل منفرد مع معارك خاصة وما إلى ذلك. استعانت ميدواي هذه المرة بالكاتب Jimmy Palmiotti لصياغة سيناريو اللعبة (هو نفس الشخص الذي عمل على سيناريو فلم Dead Space الذي صدر مؤخرا)، ولكن قصة اللعبة سيئة جدا في جميع الجوانب والمقاييس، بل تمنيتها بقيت من دون قصة حتى لا تعكر صفو الشخصيات ورؤيتي لهم. الأحداث تبدو مكررة في غالب الأوقات والتمثيل الصوتي سيء ولا يساعد على ربطك بالأحداث، والتي بدورها تتكرر بشكل شنيع وممل لدرجة لا توصف وبالإمكان توقعها دائما، كما أن جميع العروض من دون إستثناء تعيسة وغير ملفتة للنظر.
تحتوي اللعبة أيضا على طور تدريب لصقل مهاراتك الفردية، كما تحتوي على طورآخر هو Kombo Challenge، هنا تقوم اللعبة بإعطائك 10 كومبوهات (وصل ضربات) يتطلب منك تنفيذها لكل شخصية، وهنا تبتعد اللعبة عن مراعاة مهاراتك أكانت عالية أم منخفضة –مستوى التعلم في هذا الطور مرتفع وأغلب الكومبوهات يصعب تنفيذها لأنها تحتاج دقة وتوقيت مناسبين. شخصيا لم أرى أي متعة تذكر في هذا الطور وتمنيت وجود أطوار أخرى من مثل طور النجاة (Survival) أو حتى طور تحدي الوقت. الطامة الكبرى أنها لا تحتوي على أي إضافات سوى بعض الشخصيات السرية، لا مراحل، لا صور فنية، لا شيء على الإطلاق! قد نتفق على أن الأجزاء الأخيرة للسلسلة كانت وصمة عار لإسم مورتال كومبات، ولكن وجود الإضافات تطيل من عمر اللعبة كثيرا وتكافىء اللاعب على مجهوده. أعتب على ميدواي لجحدها هذه الإضافة المهمة والتي تواجدت في معظم أجزاء السلسلة منذ تحولها للنظام ثلاثي الأبعاد.
قامت ميدواي بإزالة الكثير من الإضافات التي تبعت إصدارات السلسلة في أجزائها الأخيرة (من مثل تعدد أنظمة القتال) ورجعت إلى النظام الكلاسيكي في القتال مع إضافات جديدة أخرى. يوجد عداد صغير تحت عداد طاقة الشخصية وفي حال تعبئته يستطيع اللاعب تنفيذ ما يسمى بـCombo Breaker، وهو كسر وصلة الضربات التي ينفذها اللاعب الآخر مقابل إستقطاع شطر من هذا العداد. تستطيع في حال تعبئة العداد بالكامل الولوج إلى طور RAGE والذي تدخل فيه الشخصية حالة عنفوان وغضب عارمة تجعلها مضادة تماما للسقوط على الأرض من أي ضربة كما أن ضربات الشخصية تزداد قوة. أيضا هناك 3 إضافات جديدة ولكن للأسف جميعها مطبقة بشكل سيء على عكس الخاصية التي ذكرتها للتو. الأولى هي استطاعتك لكسر حائط المرحلة عبر رمي الخصم عليه وبالتالي الدخول في عملية تضغيط أزرار سريعة لتمكنك من إحداث أكبر ضرر ممكن. الثانية هي عند إسقاطك لخصمك من مرتفع عالي سيبدأ مقطع قصير يتطلب منك ضغط أزرار معينة تنتهي بضربة قاضية قوية تطيح بالخصم على الأرض، وهنا يستطيع الخصم أيضا عكس الهجوم وجعلك ترتد على الأرض واخذ فرصة الهجوم المبكر. الإضافة الثالثة والأخيرة هي عند قيامك بالضغط على R1 (أو RB في نسخة الإكس بوكس) ستقترب الشخصيتان أمام بعض ويبدأ مهرجان ضغط الأزرار مرة أخرى. في الحقيقة لا أعرف كيف كانت تفكر ميدواي حيال إضافتها لهذه الأشياء التعيسة في سلسلة قتال، فمنذ متى كانت ألعاب القتال تعتمد على أسلوب ضغط الأزرار السيء (المسمى بـQTE) عوضا عن اعتمادها على وصل الضربات والإستراتيجيات المسبقة؟
من الناحية التقنية لا تعاني اللعبة أي مشاكل حقيقية، ولكن الرسوميات متواضعة جدا وفي بعض الأحوال سيئة ولا تليق بمقاييس هذا الجيل على الإطلاق. إستخدام الأصوات ممتاز كعادة ألعاب مورتال كومبات وتصميم بعض حلبات القتال مذهل خاصة الحلبات التي تدمج ما بين عالمي DC ومورتال كومبات.
كما تعودنا من ميدواي، فهي (مرة أخرى) تخطو خطوة أخرى في سبيل الإرتقاء وصنع ألعاب فيديو…. ولكن بالإتجاه المعاكس. Mortal Kombat vs. DC Universe ليست إلا مسمار في كفن سلسلة مورتال كومبات والتي كانت في يوما من الأيام سلسلة تحمل وزنها ذهبا. أنصح الجميع بتوفير نقودهم لما هو أفضل.