في صيف عام 2008 قام أستوديو DICE بإصدار جزء جديد من سلسلة Battlefield تحت اسم Bad Company. لقد أخذت تلك اللعبة مسار جديد و مختلف عن باقي أجزاء السلسلة حيث كانت تحتوي و لأول مرة على طور لعب فردي بقصة و شخصيات، كما أنها تضمنت طور لعب جماعي جديد يدعى Gold Rush، و قد صدرت اللعبة على جهازي الـPS3 و الـXbox 360 دون أن تصدر على أجهزة الحاسب الشخصي. حققت اللعبة صدى جيد بين أوساط اللاعبين و النقاد و حققت نجاح جيد من الناحية التجارية لتعلن EA في خطوة متوقعة عن جزء ثاني من اللعبة صدر على أجهزة االـPS3 و الـXbox 360 و كذلك على أجهزة الحاسب الشخصي، و احتوت اللعبة على تغييرات كثيرة وجديّة تبرهن لنا أن أستوديو DICE يريد أن يصدر لعبة تعتبر من أفضل ألعاب المنظور الأول في هذا الجيل.
في كل أجزاء سلسلة Battlefield يعتبر طور اللعب الجماعي هو الطور الأساسي و الأهم، لذلك بذل مطوري اللعبة جهد واضح في تحسين هذا الطور دون أن يمسوا أسلوب اللعبة التكتيكي المعهود. في طور اللعبة الجماعي عدد اللاعبين هو 24 لاعب و تم زيادتهم في نسخة الحاسب الشخصي ليصبحوا 32 لاعب، ينقسم كل فريق إلى عدة مجموعات (Squads)، و كل مجموعة تحتوي على أربعة لاعبين و إذا كان هناك تفاهم و تكتيك بين المجموعات فإن هذا سينعكس تماماً على طريقة لعب الفريق بأكمله. إذا قُتلت في وسط المباراة فستخير أن تبدأ اللعبة من قاعدة فريقك أو من أحد أفراد مجموعتك، حيث أن التمركز في المكان المناسب سيفيد أفراد مجموعتك كثيراً، كما أن عند ضغطك لزر (Select أو Back) عند رؤيتك لأحد الأعداء فإنه سيتم وضع سهم مؤقت عليه يراه كل أفراد فريقك وستحصل على نقاط مكافأة إذا ما قتله أحد أثناء ما يكون السهم فوقه. البقاء مع مجموعتك سيفيدك كثيراً لأن عندما تقوم بمعالجة أو إنعاش أحد أفراد مجموعتك فإن نقاط مكافئتك تكون مضاعفة، و نفس الأمر ينطبق على إصلاح العربات التي يركبها أعضاء مجموعتك، لذلك فإن نظام المجموعات يعد بكل تأكيد أحد ايجابيات اللعبة المميزة و التي تعطي اللعبة أسلوب تكتيكي لن تجده في أي لعبة أخرى.
تحتوي اللعبة على أربعة أطوار لعب جماعي، الطور الأول يدعى Rush و قد ظهر هذا الطور لأول مرة في الجزء الأول، وهو طور ينقسم فيه اللاعبين إلى فريقين هما المدافعون و المهاجمون, و تقسّم الخريطة إلى عدة مناطق و كل منطقة يوجد فيها صندوقين. على المهاجمين أن يفجروا صندوق الذهب عن طريق زرع قنبلة مؤقتة أو عن طريق إحداث ضرر مباشر في الصندوق بقذائف متفجرة وهناك طريقة جديدة تماماً وهي أن تفجر الصندوق عبر هدم المبنى الذي يوجد فيه الصندوق. عند تفجير الصندوقين تنفتح منطقة جديدة تحتوي على صندوقين جديدين ، وهكذا حتى يفجّر المهاجمون جميع الصناديق و يفوزوا في المباراة. أما المدافعين فعليهم قتل المهاجمين ومنعهم من تفجير الصناديق، و يتحقق النصر لهم بإنهاء عداد المهاجمين الذي ينقص بمقتل المهاجمين و يزيد بفتح المهاجمين مناطق جديدة.
الطور الثاني هو طور Conquest. هذا الطور هو أقدم طور في سلسلة Battlefield و هو عبارة عن عدة أعلام منتشرة في الخريطة وعلى الفريقين أن يسيطروا على أكبر عدد من الأعلام بحيث يتواجد عدّاد لكل فريق و ينقص عدّاد الفريق تلقائياً إن لم يكون هو المسيطر على أغلب أعلام الخريطة كما أن مقتل لاعبي الفريق ينقص العدّاد أيضاً و تنتهي المباراة بنهاية عدّاد الفريق المهزوم. هذا الطور يعتمد على انتشار لاعبي الفريق، فالفريق الذي يتواجد لاعبيه في علم واحد سيخسر حتى إن كان هو المسيطر لأنه سرعان ما سيجد نفسه يفقد أعلامه واحد تلو الآخر. كما أن العربات تلعب دور كبير في تنقل اللاعبين في هذا الطور.
الطور الثالث هو طور جديد يدعى Squad Rush. هذا الطور مشابه لطور Rush لكن الفرق بينهم في عدد اللاعبين ، حيث لكل فريق أربعة لاعبين ، و تحتوي الخريطة على منطقتين فقط و لكل منطقة صندوق واحد ، و عداد المهاجمين فيه قليل جداً ، فالمباراة فهذا الطور تعتمد على التكتيك السريع.
الطور الرابع هو الآخر جديد أيضاً ويدعى Squad Deathmatch. يتواجد في هذا الطور أربع مجموعات ، المجموعة التي تحصل على أكبر عدد من قتل الأعداء هي الفائزة. يتواجد في هذا الطور دبابة حربية واحدة في الخريطة ، عندما تحصل عليها أحد المجموعات فعلى باقي المجموعات أن تخطط لتفجيرها. هذا الطور يعد ممتع نوعاً ما إن كنت تلعب مع أصدقائك لكنه يفتقد للتكتيك الحقيقي المتواجد في باقي الأطوار لأن الهدف في هذا الطور أن تقتل أكبر عدد من الأعداء و هذا أمر ممتع ، لكن ليس في لعبة تكتيكية كهذه.
الأطوار الجديدة لم تقدّم الكثير للعبة ، لأن بوجود طور Rush و Conquest لا يوجد سبب حقيقي سيجعلك تلعب الطوران الجديدان ، حيث أنهما لا يمثلا طور جديد بفكرة جديدة كلياً ، بل يعتبرا محاكاة مصغرة لما يحدث في طور Rush و Conquest.
تحتوي اللعبة على عشرة خرائط ، منهما اثنتان حصريتان لمن قام بوضع كود الـVIP الذي يأتي مع اللعبة. الخرائط كالعادة تتميز بكبر مساحتها و مع إن المساحات الشاسعة كانت سلبية بالجزء الأول ، إلا أن الخرائط أصبحت الآن ذات حجم مناسب و تحتوي على تضاريس كثيرة تلعب دور كبير في تمركز اللاعبين ، و كل خريطة تتميز بجو خاص و مختلف و بعضها يحتاج لاستراتيجيات مختلفة و خاصة.
كما أن العربات كالعادة تلعب دور كبير في التنقل بين أرجاء الخريطة. توجد الدبابات الحربية و هي تملك تأثير كبير في أرض المعركة ، و هناك العربات السريعة كسيارات الـJeep و هي جداً مفيدة في نقل اللاعبين بأسرع وقت ، و قد تم إضافة عربات سريعة جديدة و منها الدباب الصحراوي الذي ستستمتع بقيادته على المرتفعات و الهضاب الرملية (التطعيس !) ، و هناك مروحيات الهيلكوبتر ، و من أهمها مروحية جديدة تستوعب 5 أشخاص و يوجد بها رشاشات ثقيلة ، وهناك أيضاً المروحية الصغيرة التي يتم التحكم بها عن بعد.
من أكثر الأمور التي تميّز سلسلة Battlefield هي تعدد فئات الجنود (Class). يوجد في اللعبة أربع فئات من الجنود و هم: المهاجم ، المهندس ، الإسعافي ، القنّاص. كل فئة من هذه الفئات تضم سلاح خاص يميزها ، فالمهاجم يمتلك رشاشات قوية مدمج معها قاذف للقنابل و هو مناسب للمواجهات المباشرة ، و المهندس يمتلك رشاش بالإضافة إلى قاذفة RPG , لذلك هو يعتبر الرجل الأنسب لمواجهة مركبات العدو ، و الإسعافي يمتلك رشاشات خفيفة تحتوي على عدد كبير من الرصاصات ، لذلك لن تضطر أن تعيد تحميل السلاح طوال الوقت ، و هو أيضاً مناسبة لتغطية الأماكن التي يوجد فيها أفراد فريقك , أما القناص فهو يمتلك سلاح الـSniper بالإضافة إلى ألغام متفجرة. و هو غالباً يبتعد عن المواجهات المباشرة و يتمركز في منطقة هادئة ليتصيد الأعداء المتواجدين بأماكن مكشوفة. كذلك هناك بعض الأسلحة يمكنك استخدامها في أي فئة تختارها. من أكثر الأمور التي تميز كل فئة عن الأخرى هي بعض الأدوات الخاصة. فعلى سبيل المثال ، المهندس يمتلك أداة لإصلاح المركبات , و الإسعافي لديه حقيبة علاجات و آلة للإنعاش. كل هذه الأدوات تعطي نكهة مميزة للعب إن التزمت بالدور الذي تمثله.
قد يتخوف البعض من ضياع التكافؤ في اللعب بسبب تعدد فئات الجنود وهذا الأمر بالفعل كنا نشعر به أحياناً في الأجزاء السابقة ، لكن في هذا الجزء تم التعامل مع هذه المشكلة عبر نظام تطوير جديد. في الجزء الأول عندما ترتقي رتبتك ، تحصل على نقاط تستطيع من خلالها فتح السلاح و الأداة التي تريدها من أي فئة. لكن في هذا الجزء عندما تريد على سبيل المثال أن تحصل على أداة أو سلاح معين من فئة الإسعافي ، عندها عليك أن تلعب و تحصل على نقاط كافية بلعبك بفئة الإسعافي و نفس الأمر ينطبق على أسلحة و أدوات باقي الفئات. و تم استخدام نظام التطوير هذا للحصول على أمور جديدة تماماً كإضافات للأسلحة و منها العدسات ، و كذلك خصائص خاصة مثل دروع للدبابات الحربية و غيرها من الخصائص الكثيرة. بصفة عامة ، نظام التطوير الجديد كان من أهم الأمور الرائعة التي لعبت دور كبير في نقل اللعبة لمستوى جديد مع الحفاظ على أسلوب اللعبة المعتاد.
في أي طور لعب جماعي تعد جودة الاتصال بالشبكة من أهم الأمور التي لا تكتمل متعة اللعبة إلا بها. و جودة الاتصال في هذه اللعبة عالي الجودة ، فإذا كنت تملك خط انترنت جيد ، إذاً فلن تواجه تباطؤ باللعب ، لكن للأسف اللعبة عانت الكثير من المشاكل خلال الأسابيع الأولى من إطلاقها من انقطاع الاتصال تماماً بخوادم اللعبة في أكثر من مرة. كان تبرير EA أنها لم تتوقع هذا العدد الكبير من اللاعبين خلال الأيام الأولى ، لكن في وقتنا الحالي تم إضافة خوادم جديدة لشبكة اللعبة و تم حل هذه المشاكل لكنها ما زالت تأتي في بعض الأوقات.
لقد تضمّن الجزء الأول على طور لعب فردي بقصة لأول مرة في تاريخ السلسلة ، و قد كان مستواه مقبول ، لكن في هذا الجزء تم بذل مجهود واضح لتطوير هذا الطور لكي يظهر بصورة جيدة. فالذكاء الاصطناعي تطور كثيراً عما كان عليه من غباء بالجزء الأول لكن مازال هناك بعض الثغرات البسيطة فيه. الصعوبة في اللعبة متوازنة وستضطر بأن تختبئ و تحتمي وراء جدار أو أي شيء آخر ليحميك من رصاصات العدو التي ستمطر عليك من كل الجهات. التنوع في طريقة اللعب وفي المناطق يعتبر من أهم الأركان التي تتركز عليها أي لعبة منظور أول ، لذلك تم الاهتمام به بشكل جيد ، فستنتقل طوال اللعبة عبر مناطق ثلجية و صحراوية و غابات استوائية. كذلك التنويع يشمل طريقة اللعبة بشكل مقبول ، حيث أن هناك بعض اللحظات ستلعب فيها بمركبات معينة و بعضها الآخر سيتوجب عليك فيها استخدام أسلحة معينة. سيستغرق طور اللعبة الفردي منك لإنهائه حوالي ثماني ساعات ، و هي فترة مناسبة لأنها إن زادت لكان الملل سيصيبني بكل تأكيد.
تدور قصة طور اللعب الفردي حول فرقة Bad Company ، و هي فرقة تتكون من أربعة جنود هم Preston Marlowe بطل اللعبة ، و Terrance Sweetwater المتخصص بالأمور التقنية ، و George Haggard خبير المتفجرات ، و آخيراً قائد الفرقة الرقيب Samuel Redford. هؤلاء الأربعة يعتبروا من أسوء و أغبى الجنود في الجيش (أو على الأقل حسب ما يشاع) لذلك تم جمعهم في فرقة واحدة لاتقاء شرهم. إذا سألت أي أحد مما أنهى طور اللعب الفردي بالجزء الأول عن أكثر ما أعجبه فيه ، فسيجاوبك بقوله أسلوب القصة الساخر و الكوميدي ، حيث أن أعضاء فرقة Bad Company شكلوا فريق رائع و ساخر للغاية. لكن في الجزء الثاني اشتقت لهذا الأسلوب الكوميدي. أنا لا أقصد هنا أنه لا يوجد باللعبة حوارات مضحكة أو مواقف ساخرة ، لكن المشكلة هي الجديّة التي تم إضافتها في القصة ، حيث أن فرقة Bad Company لم تعد مجرد فرقة تحارب من أجل الحصول على الذهب كما في الجزء الأول ، لكنهم أصبحوا الآن فرقة يأخذوا الأوامر من الحكومة الأمريكية ، و هم يسعون لحماية بلادهم من الحرب. هذا كله للأسف أفقد القصة أسلوبها المضحك المعتاد.
مظهر اللعبة تحسن بشكل كبير جداً و ملحوظ عن الجزء الأول. الرسوم أصبحت متقنة لدرجة كبير ، و بما أن اللعبة تتميز بالمساحات الشاسعة ، فإنك ستنبهر برؤية التفاصيل الكثيرة المتواجدة فيها و ستتمتع حقاً برؤية المناظر الطبيعية الموجودة باللعبة ، فتأثيرات العواصف الثلجية و الرملية ستحجب عنك الرؤية أحياناً بطريقة واقعية ، و انعكاس ضوء الشمس على مياه البحر سيسحرك تماماً و خاصةً إن كانت على متن مروحية هيلكوبتر. الفيزيائية في اللعبة تتمثل بنظام Destruction 2.0 و هو نظام يتيح لك تحطيم كل شيء موجود في بيئة اللعبة تقريباً و خاصة الأبنية ، و الفضل هنا يعود إلى محرك Frostbite الذي تم تطويره بالكامل داخل استوديو DICE ، لكن ما يتميز به هذا النظام عن الذي تواجد بالجزء الأول أنه أصبح الآن بالأماكن تدمير الأبنية بالكامل حيث ستراها وهي تتهدم ببطء بشكل واقعي و جميل.
من أكثر الأمور التي تتميز بها صوتيات اللعبة عن باقي الألعاب هي الأصوات المتقنة للأسلحة لدرجة كبيرة جداً ، حيث أن صوت إطلاق النار و الانفجارات من حول ستجعلك تعيش جو أرض المعركة بطريقة ليس لها مثيل. كذلك صوت تحميل السلاح تم إتقانه لدرجة كبير للغاية و ستلاحظ فيها بكل وضوح الفرق بين صوت تحميل كل سلاح عن الآخر. الألحان الاوركسترالية المتواجدة في اللعبة جميلة و تدخلك بسهولة في جو اللعبة ، لكن كنت أتمنى أن تتم إضافة مجموعة ألحان أكثر ، و أن يتم استخدامها بشكل أكبر في طور اللعب الفردي.