كثيرا ماتنقل الألعاب نفسها من العالم الثنائي الأبعاد للعالم الثلاثي الأبعاد لكن قليلا ونادرا ماترمي الألعاب نفسها لمجرة الألعاب الثنائية الأبعاد بل أكثر من ذلك أن تنجح لأنها فعلت ذلك، عموما Rayman فعل ذلك فبعد غياب كان بمتابة وقت كافٍ للتفكير بطريقة لإعادة هذا النجم الطريف لساحة الألعاب عاد وأذهلنا على أجهزة الألعاب، وحتى إن كان الكثيرون تساءلوا عن كيف سينتقل من شاشاتنا الموصولة بأجهزة الـHD لأجهزة محمولة تعمل باللمس فالـPS Vita أعطى أفضل إجابة، الأن تتأكد الإجابة مجددا بعنوان موجه للـiOS معنون Rayman Jungle Run لهذه المناسبة، فرصة ليصل الإسم المشهور لجمهور أوسع خاصة أنه يمثل واحدا من تلك الألعاب القابلة للعب أينما حللت ومتى فرغت.
بالإحتفاظ بنفس عوالم الجزء السابق لكن بتغيير كامل للأسلوب اللعب، فالأمر لم يعد متعلقا بلعبة منصات ممتعة وإنما بما يصطلح عليه بألعاب الـ”Runner” التي يجري فيها البطل أو الشخصية الرئيسية أتوماتيكيا في حين ماعلى اللاعب سوى القفز أو الضرب أو التزحلق حسب نوع اللعبة، يبدو أن Ubisoft أحسنت اختيار هذا الأسلوب كون أكثر الألعاب التي تجذب جماهير الهواتف هي الأبسط وحين يكون الضجيج محيطا بك أمام المدرسة، في حديقة عمومية أو في محطة القطار فلن يهمك القصة حينها أو أي حبكة مصانة، التحكم سهل فكما سبق الذكر في سابق الأسطر كل ماعليك فعله هو الضغط على الشاشة للقفز أو للقيام ببعض الحركات الأخرى البسيطة فكل مايمكن القيام به في هذا الجزء حقا هو القفز والقفز والقفز مجددا.
عالم اللعبة الكامل مقسم لعوالم صغيرة، كل واحد منها له بيئته الخاصة مع ثيم الغابة أو الأدغال الذي يميز هذا الجزء ويحوي الكل، في البداية كل مايمكن القيام به هو ضغط شاشة الهاتف أو اللوحي لبدئ السباق ومن تم لمس الشاشة مجددا لكي يقفز رايمان عن الحواجز أو يتشبت بتلك المخلوقات الطريفة ذات الأيادي المتمددة، أو للإلتقاط المخلوقات الصفراء حلوة النغم، بعدها سيغدو ممكنا الإستفادة من خاصية الـ”مروحة” بإبقاء أصابعكم على الشاشة في وقت القفز للبقاء في الهواء وقتا أطول، المراحل الأخيرة ستجعل رايمان يركض على الجدران والمنصات بطريقة تذكر كثيرا بسونيك لكن بنسخة أقل بطأ، وقبل نهاية اللعبة ستتعلم كيف تلكم وأنت في طريقك لنهاية المرحلة بضغطك على الجانب الأيسر من شاشة اللمس، كل ذلك دون أن ننسى من خلال الجري عبر كل المراحل، لاخوف على رايمان من الإعياء ففي الأخير لاسيقان له ليحدث ذلك.
التحدي في هذا الجزء لايُعنَى بمجرد الركض على طول المرحلة وإنهائها والمرور للأخرى وإنما الأمر متعلق بالسرعة التي ستفعل خلالها ذلك، فلا شيئ توجب أن يمنعك ولا أحد سيشاركك اللعبة كون اللعب هنا موجه للعب الفردي وكفى، اللعبة تعتمد نظام الـ”السكورين” (النقاط) بالإضافة لما يمكن تسميته به “مت وأعد التجربة”، فمهمتك الرئيسية هنا هو الوصول لنقطة النهاية في أسرع وقت دون أن تموت وتحاول أن تجمع كل المخلوقات الصفراء التي تملؤ عالم اللعبة رنات خفيفة على الأذن، كل مرحلة تحتوي 100 منهم والحصول عليهم يعني فتح مرحلة جديدة نهاية العالم، المراحل المكوِنة لكل عالم قصيرة وقد تأخد منك أحيانا دقيقة لإنهائها، تصميم اللعبة بكل مافيه مصمم لتكون قابلة للعب مجددا بشكل متكرر وذلك مايميز ألعابا كثيرة من نفس النوع…
…لكن الشيئ الذي يميز اللعبة كما على المحمول هو محرك UBIArt الذي يجعل ألعاب الشركة تنفرد بتصميم أشبه بقصة بهية الألوان ونادرا مايمكن الوصول لهذه الدرجة من الجمال في ألعاب النوع على أجهزة الهواتف كما الحواسيب اللوحية وقد لا أكون مخطئا إن قلت أن هذه اللعبة هي الأفضل تصميما ورسوميا بين شبيهاتها من الألعاب الثنائية الأبعاد، النتيجة الكلية تبدو حقا بجودة عالية وشبيهة بالأجهزة المنزلية لحد كبير وتجعل الكل يبدو مناسبا حقا لهاتف ذكي، قد يكون من المؤسف أنه لاوقت لتتوقف وتشاهد كل هذا العالم الجميل من حولك، لكن لابد أن تنبهر أعينك بعالم اللعبة.
اللعبة تحافظ على مستوى الأصوات الرفيع خلال التجربة كلها، حتى ولو كان عمرها قصيرا والمراحل تنتهي بسرعة وهو مايمكن القول عنه أنه العيب الوحيد فالمغامرة على أجهزة غير مخصصة للعب ناجحة بالكامل ورايمان يسجل ظهورا مشرفا عليها، قد يكون الكل أقل إمتلاءً من أجهزة الألعاب لكنه جزء ممتاز وهو ماامكن القول عنه عصارة النجاح.